آخر الأخبار

سياسيون سودانيون: البرهان وقّع "تفاهمات" في الصين وليس "اتفاقيات"

شارك الخبر

قال سياسيون سودانيون، إن ما وقّعه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مع مسؤولين وشركات صينية خلال زيارته إلى بكين، للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، عبارة عن “مذكرات تفاهم” وليست اتفاقيات لها حيز تنفيذي أو ذات إجراءات تفعيل.

ووصفوا ما خرج عن وسائل إعلام محسوبة على “البرهان” حول توقيع اتفاقيات للاستثمار الصيني في السودان بأنه “حبر على ورق”، وأن مدى فاعلية تنفيذها بعد الخروج من إطار “مذكرات التفاهم”، يتعلق بالتطورات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأشاروا إلى أن ما يتعلق بالحصول على سلاح صيني لإعادة تسليح الجيش، لا يأتي في صورة “دعم”، ولكن عبارة عن صفقات يدفع “الكيزان” مقابلها المادي للحصول على ما يحتاجونه من إمدادات عسكرية.

وتناول مراقبون، ما يرونه من أن صفقات السلاح التي أبرمها “البرهان” مع شركات صينية تأتي في ظل مطالبته بالمساندة في حملة دولية لحظر قوات الدعم السريع، وتصنيفه “منظمة إرهابية”، لا سيما بعد أن حصل على نوع من الاعتراف الدولي في مفاوضات جنيف الأخيرة.

وكشفت مصادر سياسية سودانية رفيعة المستوى، أن ما تم توقيعه خلال زيارة “البرهان” إلى بكين، عبارة عن “مذكرات تفاهم” في عدة مجالات استثمارية وليس اتفاقيات محددة لها حيز تنفيذ وتفعيل .

واعتبرت المصادر أن ما تروّج له حكومة “بورتسودان” من إبرام اتفاقيات، هدفه تقديم رسائل لأطراف دولية، بأن لديه ظهيرًا عالميًا قويًا مثل الصين، وذلك بعد أن قام، منذ أيام، بإشهار ورقة روسيا.

وأوضحت في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن “هذه الرسائل التي تعد شكلية، وليس لها مضمون فعلي، تأتي ضمن “شيفرات” إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأشارت إلى أنها تأتي بعد أن تغير تعامل المجتمع الدولي، بدفع من واشنطن، تجاه حكومة البرهان عقب ما جرى من عدم تمثيل الجيش السوداني بوفد ضمن محادثات جنيف، وذلك بالتزامن مع توقيع منظمات أممية عبر تنسيق أمريكي، اتفاقيات مع قوات “الدعم السريع” لتمرير المساعدات الإغاثية في مناطق داخل السودان.

وأكدت أن “مذكرات التفاهم التي من المفترض أن تتحول إلى اتفاقيات، تعد مرهونة بشكل مباشر بالتطورات العسكرية على الأرض في السودان، لاسيما أن هذه المذكرات لها مراحل أخرى تتعلق بالتنسيق حول صياغتها حتى تصبح اتفاقيات مع الشركات الصينية، حول ضخ استثمارات لتطوير ميناء بورتسودان البحري، ومطار بورتسودان “.

ولفتت إلى أن الدفع بهذه الاستثمارات لن يتم في الوقت الراهن، وستظل على شكل “مذكرات تفاهم” مرهونة بتطورات الأوضاع في السودان.

وأردفت أن تفعيل الاتفاقيات المرفقة بمذكرات التفاهم مرتبط بما يظهر لـ”بكين” من أجواء تسمح بضخ استثمارات من عدمه، في وقت من الممكن أن تشهد العمليات العسكرية في فترات مستقبلية بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، تحرك الأخير إلى “بورتسودان”، وبالطبع لن تتورط “بكين” في أي تهديد لاستثماراتها داخل ساحة تشهد حربًا وقتالاً مستمرًا، لذلك فإن الأمر دعائي ترويجي من جانب “البرهان”.

وذكرت أن التحدي الذي يواجه الجيش السوداني، يتعلق بمدى توفير التمويل المالي للحصول على صفقات سلاح تم الاتفاق عليها بالفعل ، مشيرة إلى أن الاتفاقيات المتعلقة بإمدادات السلاح ، تجارية وليست مرتبطة ، سواء بامتيازات استثمارية صينية في السودان أو أي شكل من أشكال الدعم.

ووصف عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية (تقدم) د. علاء عوض، هذه الاتفاقيات بأنها “حبر على ورق”.

وأشار عوض إلى  أنها نوع من “التمويه” لمحاولة الحصول على صفقات سلاح لتحسين الوضع السيئ عسكريًا للجيش السوداني مقابل إعطاء حقوق امتيازات استثمارات مستقبلية لشركات صينية.

وقال لـ”إرم نيوز”، إن ما تم وصفه بـ”اتفاقيات” قيل إن البرهان وقع عليها مع مسؤولين صينيين، تأتي في ظل بحث الجيش عن دعم عسكري بمقابل من موارد السودان، وذلك بعد أن حصل على مساعدات عسكرية قبل ذلك من إيران، وفتح لـ”طهران” الباب بموطئ قدم على سواحل السودان، بالتزامن مع توالي أنباء كثيرة عن صفقة القاعدة الروسية على سواحل البحر الأحمر.

بدوره، أكد الباحث السياسي، عادل عيسى، أن صفقات السلاح التي أبرمها البرهان مع شركات صينية، تأتي في ظل مطالبته لبكين بالمساندة في حملة دولية لحظر قوات “الدعم السريع” وتصنيفها كـ “منظمة إرهابية” لا سيما بعد أن حصل على نوع من الاعتراف الدولي في مفاوضات جنيف الأخيرة عقب عدم تمثيل الجيش بأي وفد.

وأوضح عيسى أن أي اتفاقيات وقع عليها البرهان في الصين ليس لها أي سند قانوني في دولة تشهد نزاعات وصراعات مسلحة، والحكومة الممثلة ليست شرعية، وهو ما يدركه البرهان الذي لم يجد من الصينيين سوى الحديث عن إطار غير محدد من التعاون مع “بكين” التي تضع “البرهان” في سياق المقايضات القائمة بينها وبين الولايات المتحدة ضمن مواجهات بات محورها في البحار”.

وقال في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، إن الصين عبر شركاتها لن تعارض إبرام صفقات سلاح مع “البرهان” يحتاجها في الفترة الحالية في محاولة لإعادة تعويض ما افتقدته قواته من الجانب التسليحي خلال الأشهر الأخيرة.

وأشار إلى أن هذه الصفقات ليست في سياق دعم إستراتيجي دون مقابل، وأنها لن تصل إلى  السودان قبل أن يقدم البرهان نسبًا معقولة من ثمن تلك الصفقات للشركات التي ستورد له الأسلحة.

إرم نيوز

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا