آخر الأخبار

قائد أفريكوم يتبرأ ..هل أمريكا حيادية في ليبيا أم لها حسباتها الخاصة بالمنطقة ككل ؟

شارك الخبر

ـ الجزائر الآن _ فندت القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) ما جاء في وثيقة مسرّبة تشير إلى توصية من وزارة الدفاع “البنتاغون” لقائدها الجنرال مايكل لانغلي بمراجعة استراتيجية التعامل مع القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر وذلك على خلفية لقاء جمع الطرفان أواخر الشهر الماضي وأثار الكثير من الجدل.

وقامت “الأفريكوم” بنشر نسخة من الوثيقة المزورة على حسابها بموقع “إكس”، قائلة أنّها “مصممة بوضوح لخداع الشعب الليبي في لحظة مهمة”.

وكان قائد “الأفريكوم” زار ليبيا والتقى كل الفاعلين في البلاد، في سعي واشنطن لاحتواء التوترات التي طفت على السطح وجعلت ليبيا مهددة بالعودة إلى دوامة العنف من جديد.

ويذهب خبراء للتأكيد أنّ مسارعة قيادة “أفريكوم” إلى تفنيد ما جاء في الوثيقة المسربة، يؤكد أنّ واشنطن منزعجة جدا من تصاعد النفوذ الروسي خاصة في المنطقة الشرقية، الخاضعة لخليفة حفتر، الذي كان ضمن الشخصيات التي التقاها لانغلي في زيارته إلى ليبيا، كما التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.

ولكن في ذات السياق ،تشير كل المعطيات الموجودة فوق الأرض الليبية أن واشنطن تعمل لحد الساعة بحياد كبير إلى حد ما  في الملف الليبي . ولم تظهر أي إنحياز لطرف على حساب طرف آخر  ، رغم إستعانة خليفة  حفتر بقوات فاغنر الروسية  ومرتزقة آخرين ، ما يجعل العديد من المراقبين يطرحون الكثير من علامات التعجب و الاستفهام حول حقيقة الموقف الأمريكي و أهدافه بليبيا وحتى منطقة الساحل .

ذات المراقبين يجزمون بأن سياسية “غض البصر” التي تتبعها واشنطن مع قوات فاغنر المنتشرة بليبيا و منطقة الساحل ، تطرح أسئلة حقيقية ، و  إجابتها قد تعرف مع الوقت .

لكن بحسب ذات المراقبين فإن هذا التساهل نوعا ما له ما ورائه .فيما يذهب ذات المتابعين بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتابع وتهتم والدليل أن قائد أفريكوم زار بنغازي وطرابلس في الوقت الذي كان لابد للزيارة أن تكون بحسب المعطيات و النظرة الأمريكية التي تأخذ في الحسبان ما يجري في أوكرانيا و العدوان على غزة وما ينجر من وراء ذلك من  ملفات دولية فرضت أولوياتها في حسابات السياسية الأمريكية .

ولم تكتف إدارة “أفريكوم” بتفنيد ما حملته الوثيقة المسرّبة، بل أكدت على أنّ “الولايات المتحدة بالتعاون مع المسؤولين العسكريين المحترفين في جميع أنحاء ليبيا لمساعدة الليبيين على حماية سيادتهم ودعم جهودهم نحو توحيد المؤسسات العسكرية“.

ونظرا لتأثير تلك الوثيقة على موقف واشنطن من الصراع الليبي، سارعت السفارة الأميركية في ليبيا لإعادة نشر “منشور أفريكوم” كما أعادت نشر الوثيقة المزورة قائلة إنّ “مثل هذه المحاولات لتزوير مواقفها وزرع الفرقة“.

وأكدت السفارة، أنّ “استقرار ليبيا وسيادتها يعتمد على الوحدة” مشددة على استمرار “التواصل مع الفاعلين الأساسيين الليبيين في جميع أنحاء البلاد”.

ويؤكد مراقبون للأوضاع في ليبيا، أنّ طريقة تعامل واشنطن مع الوثيقة المزورة، يؤكد جديتها في البحث عن حل للملف، الذي يعرف توترات متواصلة خاصة مع تدخل روسيا من خلاف بناء تحالف عسكري مع ما يسمى  الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.

التحالف الروسي مع حفتر لا يعجب واشنطن ، خاصة بعد الحديث عن إمكانية إقامة قاعدة عسكرية روسية في الشرق الليبي، بالإضافة إلى عديد الاتفاقات العسكرية بين الطرفين، وهو ما أكده  وصول قطعتين حربيتين روسيتين “في زيارة عمل” إلى قاعدة طبرق البحرية شرق البلاد في شهر جوان الماضي الماضي، وهو ماتراه واشنطن محاولة روسيا للتغلغل  في كامل القارة السمراء، وتهديدا مباشرا لدول جنوب القارة الأوروبية، حسب متابعين للأوضاع في ليبيا.

وليست المرة الأولى التي تبدي فيها الولايات المتحدة الأمريكية انزعاجها من سياسة روسيا في المنطقة، فقد سبق أن دعمت موسكو قوات حفتر ضد قوات الوفاق الوطني، خاصة أنّ واشنطن من الدول المعترفة بحكومة الوفاق الوطني في طرابلس وتعتبر التعاون الروسي مع قوات حفتر غير مقبول وقد يؤدي إلى مزيد من الانقسام، خاصة مع تأكد تواجد قوات “فاغنر” بالمنطقة، وهي قوات غير شرعية.

ورغم الحديث عن تغيرات حصلت داخل “فاغنر” بعد مقتل قائدها يفغيني بريغوجين  إثر تحطم مروحيته شهر أوت 2023، إلا أنّ مراقبين يؤكدون أنّ الجنود الروس الموجودين في ليبيا هم أنفسم التابعين لقوات “فاغنر” أو ما أصبح يسمى “الفيلق الروسي”، وأنّها تسير على نفس النهج، وحتى إن أصبحت تابعة بشكل شبه رسمي لموسكو، وهذا مايزيد من قلق الولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب بيانات رسمية، يتمركز عناصر “الفيلق الروسي” الذين يتراوح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).

ـ  مساع جزائرية أمريكية لحلحلة الأزمة  وتوافق كلي في وجهات النظر لحل الأزمة الليبية .

تنظر الجزائر بكثير من الرضا إلى الموقف الأمريكي بخصوص الأزمة الحاصلة في ليبيا، على أساس أنّه تتوافق تماما مع “المقاربة” الجزائرية، وهذا ما كانت أكدت سفيرة واشنطن بالجزائر، إليزابيث مور أوبين، في حوار لـ “الخبر” الجزائرية، شهر فيفري الماضي، حيث قالت  أنّ للجزائر وواشنطن “وجهة نظر متشابهًة جدًا بخصوص الوضع في ليبيا”، وأضافت “نحن نتفق على أنّ الشعب الليبي ينبغي أن يكون قادرا على تقرير حكومته ومستقبله. ونتفق أيضًا على أنّ القوات الأجنبية تعمل على زعزعة الاستقرار ولا تساعد الشعب الليبي في أن يتمكن من تقرير مستقبله. لذلك نحن نتفق تماما مع حكومة الجزائر ونتحدث معهم حول هذا الأمر بشكل متكرر.”

كما قال السفير المستقبلي لواشنطن في الجزائر (يتسلم مهامه قريبا)، هاريس جوشوا خلال جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي، إنّ الجزائر والولايات المتحدة “يعملان معا على مستوى مجلس الأمن بهدف تعزيز الأمن الإقليمي من أجل إنهاء الحرب الضروس التي تدور رحاها اليوم في السودان بين الجيش و(قوات الدعم السريع)، ومنع ليبيا من الغرق أكثر في الفوضى مع تواصل حرب بلا نهاية”، مؤكدا في هذا المضمار أنّهما “يعملان أيضا على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الساحل التي تستهدفها قوى معادية تستغل نقاط الضعف في المنطقة“.

وقد انطلقت المشاورات الجزائرية- الأمريكية فعليا، في شهر جانفي الماضي، عندما عقد سفير الجزائر في واشنطن صبري بوقادوم لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، من بينهم جوشوا هاريس، لمناقشة قضية إحتلال  الصحراء الغربية  والصراعات في دول جنوب الصحراء لا سيما في مالي والنيجر.

ومن الأهمية الإشارة أيضا إلى الحراك الدبلوماسي الذي تقوده الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي بصفتها تشغل مقعد عضو غير دائم.

الجزائر الآن المصدر: الجزائر الآن
شارك الخبر

إقرأ أيضا