إيران تشتري الوقت، هذا ما يَعنيه تراجعُ خطابها من التهديد بانتقام عنيف إلى الغموض الاستراتيجي في ظل الحشود العسكرية الأميركية الضخمة في المنطقة.

بانتظار فرص الدبلوماسية والكشف عن سيد البيت الأبيض الجديد، تسير إيران بخطوات حذرة بين رغبة الانتقام من إسرائيل وحسابات السياسة الإقليمية والدولية، محاولة الحفاظ على توازنها في مرحلة التوترات المتزايدة.

والسؤال الأهم: هل ستستمر طهران في هذا السير الحذر، أم أن الضغوط ستدفعها لاختيار مسار آخر؟

لدى نتنياهو كل الأسباب لإقحام الولايات المتحدة في صراع عسكري مع إيران وتخريب المفاوضات أبسط ورقة بيديه.

 وحتى الساعة إيران، تتريث قبل الضغط على زناد الحرب الشاملة.

وفي حديثه لسكاي نيوز عربية، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سابقا والمتخصص في أمن الشرق الأوسط وسياسات الأسلحة النووية في جامعة برينستون، الدكتور حسين موسافيان: "أنا واثق بأن إيران سترد على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية، لكن إيران ليست متسرعة، وهي تريد دراسة الرد بعناية، ولا تريد الرد أن يؤدي لحرب أميركية إيرانية".

نائبُ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني فلاح زاده قال الجمعة إن عمليات محور المقاومة، لن تتوقفَ ما دامت إسرائيل مستمرةً في جرائمها ولم يذكر شيئا عن الرد الإيراني المباشر.

وقال إن إسرائيل اغتالت حتى الآن 280 من قيادات محور المقاومة آخرُهم رئيسُ المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وأشار موسافيان: "نتنياهو يماطل في اتفاق الهدنة، ويريد تمديد الحرب عمدا لأسباب شخصية، لأنه يواجه تهم الفساد، وهو ما قاله جو بايدن أيضا".

280 من قيادات محور المقاومة رقمٌ كبير وخاصة أن آخرَهم اغتيلَ في قلب طهران، لكن إيران تدرك جيدا مخاطر الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة، خاصة مع التهديدات الإسرائيلية بالرد بقصف مواقع في الداخل الإيراني ردا على أي هجوم.