آخر الأخبار

المفاوضات فشلت وحبس الانفاس على أشدّه

شارك الخبر
تجمع المعطيات والمعلومات الواردة من اطراف التفاوض او الوسطاء المعنيين على أن محاولات الوصول الى تسوية ووقف اطلاق نار في قطاع غزة فشلت، وان كانت الولايات المتحدة الاميركية لا تزال غير راغبة بالإعتراف بهذا الفشل، اذ تسعى ادارة بايدن الى اقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتقديم تنازلات على اعتبار أن الوصول الى حلّ سيؤدي الى تحسن ظروف كاميلا هاريس في الانتخابات الرئاسية.
لكن النظر بواقعية الى المشهد يؤكد أن المفاوضات انتهت عملياً ولا يمكن الوصول خلال المدى المتوسط الى أي تسوية او اتفاق يرضي كل الأطراف، إن كان حركة حماس وحلفائها من جهة أو اسرائيل ورئيس حكومتها من اخرى.

منذ اللحظة الاولى، وبالرغم من الايحاءات الاعلامية بأن "حزب الله" أعطى المفاوضات مهلة جدية، لم يكن الحزب مقتنعاً بأن عملية التفاوض ستوصل الى نتيجة، وعليه فإن استغلال حارة حريك للايام الاولى جاء لكي ينهي اعادة التنظيم المرتبطة بإغتيال قائده العسكري فؤاد شكر اولاً، وثانياً من اجل استكمال الإستعدادات الميدانية تمهيداً للحرب في حال وقوعها، وهذا في الوقت نفسه سيكون وقتاً ضرورياً لايجاد الهدف المناسب الذي يريد الحزب إستهدافه في إسرائيل، لكن عملياً وبعد تصريحات مسؤولي حركة حماس التي نعت المفاوضات عملياً، بات الحزب متحرراً اكثر لناحية القيام برده، عسكريا كان ام أمنيا، داخل اسرائيل او خارجها.

تقول مصادر مطلعة أن المحور بات يتعامل منذ الايام الماضية مع الواقع السياسي على قلعدة ان المفاوضات فشلت، وان العد العكسي للردّ بدأ، وعليه فإن التوتر الحاصل في لبنان والتصريحات المتزايدة مبنية بشكل اساسي على هذه المعلومة، وعلى رفع القوى الغربية من نبرتها الديبلوماسية وتكثيف رسائلها في محاولة لردع "حزب الله" وايران من الردّ، لكن على الارجح فإن القرار قد اتخذ بالردّ خلال المرحلة المقبلة بهدف إظهار حجم القوة، الامر الذي يدفع هذا الطرف او ذلك الى التنازل وتالياً تحقيق خرق جدي في جدار الازمة قبل الانتخابات الاميركية، لان كل الحسابات قد تتغير بعد وصول ادارة جديدة.

ترى المصادر أن المحور حسم قراراته في كيفية تنفيذ الردّ، وحسم ما اذا كان رده سيكون متزامناً وفي وقت واحد أم ان كل طرف سيردّ لوحدة وبشكل منفصل زمنياً، وعليه فإن السيناريوهات وضعت على الطاولة وحصلت إستعدادات عالية تطال كافة التفاصيل، وتحديداً في لبنان، اذ ان السيناريوهات المرتبطة بإيران اكثر تعقيداً وقد دخلت روسيا بشكل حاسم الى جانبها بالاستعداد العسكري وتحديداً في الشق الدفاعي على غرار ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية مع إسرائيل. من هنا اصبح المسرح مهيئاً للتطورات التي لن تكون من دون سقوف، اقله كما هو ظاهر حتى اليوم، الا في حال قام نتنياهو بخطوات مجنونة وغير محسوبة.

عاد التوتر الاعلامي والسياسي والديبلوماسي كما كان عليه قبل "أرنب المفاوضات" الذي أخرجته الولايات المتحدة الأميركية من القبعة، وعاد الحديث عن التصعيد الى الواجهة، لكن السؤال الاهم، هل يكون كل ذلك جزءا من الكباش على هامش المفاوضات ليأتي الحلّ في اللحظة الأخيرة ليمنع الوصول الى انفجار سيكون من الصعب ضبطه والسيطرة عليه؟


لبنان ٢٤ المصدر: لبنان ٢٤
شارك الخبر

إقرأ أيضا