وتواصل مصر وقطر والولايات المتحدة دفع إسرائيل وحماس نحو اتفاق لوقف إطلاق النار على مراحل من شأنه أن يوقف القتال ويطلق سراح الرهائن.

واجهت المفاوضات عقبات مرارا بسبب الخلافات حول حكم غزة ما بعد الحرب ومدى قدرة وقف إطلاق النار على الصمود.

وتعهد نتنياهو "بالنصر الكامل" في غزة وسط تصفيق مدو من أعضاء الكونغرس الأمريكي الأربعاء من شأنه أن يشعل التوترات مع حماس في توقيت حساس بالنسبة للمحادثات.

غير أن نتنياهو يتعرض أيضا لضغوط أميركية متزايدة للانخراط بصدق في جهود وقف إطلاق النار.

ويرى منتقدون أن نتنياهو يماطل أثناء المفاوضات حتى يتمكن من إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية.

ومن ناحية أخرى، تم تأجيل سفر فريق من المفاوضين الإسرائيليين كان من المفترض أن يتوجه إلى قطر لعقد جولة أخرى من المحادثات يوم الخميس، وقد يتم إرساله الأسبوع المقبل.

وفيما يلي إطلالة على مدى التأثير المحتمل للزيارة على المحادثات:

زيادة الضغط من أجل إبرام اتفاق

 خلال زيارته، بدا نتنياهو متجنبا لأي إشارة علنية لمحادثات وقف إطلاق النار، مما أغضب أفراد عائلات الرهائن في إسرائيل الذين يشعرون بأن محنتهم يتم تجاهلها.

يتزايد الضغط الداخلي للتوصل إلى اتفاق يعيد 110 رهينة متبقين، لكن نتنياهو يواجه أيضا معارضة من شركاء حكومته اليمينية المتطرفة لإبرام أي اتفاق ينهي الحرب.

وتضمن خطابه أمام الكونغرس الأربعاء إشارة سريعة للرهائن.

وقال مكتبه إن التوصل لاتفاق أحد الأمور التي يرغب مناقشتها مع المسؤولين الأميركيين.

لكن الزيارة عرضت نتنياهو لضغط وجها لوجه من أهم حلفاء إسرائيل، إذ قال الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كمالا هاريس إنهما في اجتماعات مع نتنياهو في واشنطن الخميس، سيمنحان الأولوية لسد ثغرات اتفاق الرهائن.

وقالت هاريس في أقوى تصريحاتها إنها أخبرت نتنياهو "بأنه حان الوقت" لإنهاء الحرب واستعادة الرهائن.

لكن مع اهتمام نتنياهو بشركاء تحالفه الحاكم المهمين لبقائه السياسي، فقد تكون الزيارة جزءا من تكتيك تأجيل أكبر لتجنب ابرام الاتفاق.

وفي السياق، كتب المحلل عاموس هاريل في صحيفة "ها رتس" الإسرائيلية قائلا "بالرغم من اضطراب تحالفه بسبب التوتر مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، يؤجل نتنياهو عمدا المفاوضات للإفراج عن الرهائن"، مضيفا أن نتنياهو "خطط" لزيارة طويلة.

وأوضح هاريل أن التطورات السياسية المتغيرة سريعا في الولايات المتحدة قد تشتت القادة هناك عن الضغط من أجل محادثات وقف إطلاق النار بشكل عاجل.

تفاقم التوترات مع حماس

أثارت زيارة نتنياهو وخطابه الناري أمام الكونغرس توترات مع حركة حماس في وقت ترسل فيه الجماعة المسلحة مفاوضيها لطاولة المفاوضات.

وردت حماس بغض على زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ووصفت تعهداته باستعادة الرهائن بأنها غير صادقة.

وقالت في بيان بعد الخطاب إنه من أحبط كل جهود إنهاء الحرب واستكمال اتفاق يفرج عن الرهائن.

ووصفت حديث نتنياهو عن تكثيف جهود الإفراج عن الرهائن بأنه كذب كامل على الرأي العام لتضليله.

وذكر جهاد طه، المتحدث باسم حماس، الخميس أن الجماعة لا تعتقد بأن الزيارة- التي شهد نتنياهو فيها تصفيقا حادا من الكونغرس- ستؤدي إلى الضغط عليه بما يكفي لتؤثر على موقف التفاوض الإسرائيلي.

وأضاف أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية جادة، فعليها الضغط على رئيس وزراء إسرائيل لوقف العدوان.

لكن حماس لم تنسحب من المحادثات بسبب الزيارة، وهو ما يشير إلى إمكانية استئنافها.

ثغرات المحادثات ما تزال قائمة

تأتي زيارة نتنياهو للولايات المتحدة في الوقت الذي تواجه فيه المحادثات تحديات بالفعل.

وتدعو خطة وقف إطلاق النار إلى مرحلة أولية مدتها ستة أسابيع تقوم فيها حماس بإطلاق سراح بعض الرهائن – بينهم النساء وكبار السن والجرحى – مقابل انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان. وسيتمكن المدنيون الفلسطينيون من العودة إلى منازلهم، وسيتم تكثيف المساعدات الإنسانية بعد ذلك.

ومن المفترض أن يستخدم الجانبان فترة الستة أسابيع تلك للتفاوض على اتفاق بشأن المرحلة الثانية، والتي ستشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، وبينهم الجنود الذكور، وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة إلى جانب وقف دائم للحرب.

لكن يبدو أن الجانبين متباعدان بشأن تلك المرحلة الثانية.

وأشار الزعماء الإسرائيليون أنهم يهدفون إلى التوصل إلى اتفاق من مرحلة واحدة لإطلاق سراح بعض الرهائن، وبعد ذلك سيستأنفون حملتهم لتدمير حماس وإبقاء القوات في أجزاء من الأراضي على الأمد الطويل.

تحدث نتنياهو عن التوصل إلى اتفاق "جزئي". وقبل يوم واحد من وصوله إلى الولايات المتحدة، أخبر القوات في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن "أقصى عدد من الرهائن" في المرحلة الأولى.

ويوم الثلاثاء، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل تسعى للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح "عشرات الرهائن. وبعد انتهاء هذه القضية سنعرف كيف نعود للقتال"، وهو السيناريو الذي رفضته حماس. وأسقطت طلبا بأن تلتزم إسرائيل مقدما بإنهاء كامل للحرب، لكنها طلبت ضمانات من الوسطاء لتحقيق هذا الهدف.