قاطع ديمقراطيون خطاب نتنياهو في الكونغرس وأدانوه بينما أعرب الجمهوريون عن غضبهم من غياب نائبة الرئيس كامالا هاريس وفي الولايات المتحدة، حظي خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الليلة الماضية (الأربعاء) أمام مجلسي الكونغرس في واشنطن بتغطية واسعة النطاق، ابرز ما جاء فيها أن ادعائه بعدم قتل أي مدني تقريباً في عملية رفح أمر خاطئ كما تحدثت الصحافة بشكل مكثف عن مقاطعة الديمقراطيين للخطاب.
ولم يتضح تماما عدد المشرعين الذين قاطعوا خطاب نتنياهو، لكنه بحسب إحصاء أجراه موقع "أكسيوس" الإخباري، يبلغ نحو نصف عدد الديمقراطيين في الكونغرس: 100 من أصل 212 ديمقراطيا في مجلس النواب، و27 من بين 51 ديمقراطيا في مجلس الشيوخ. وحتى لو تبين أن الإحصاء ليس دقيقا تماما، فمن الواضح تماما أن عدد المقاطعين أعلى مما كان عليه في خطاب نتنياهو السابق أمام الكونغرس عام 2015، والذي كان يقترب من 60 في ذلك الوقت من أعضاء كلا المجلسين.
ورغم المقاطعة واسعة النطاق، بدت القاعة العامة ممتلئة نسبيا، وادعت عضو مجلس النواب ألكسندريا أوكازيو كورتيز، إحدى قيادات المعسكر التقدمي الذي قاطع الخطاب، أن بعض مقاعد المشرعين احتلها أشخاص ليسوا أعضاء في الكونغرس على الإطلاق. وزعمت في تغريدة على شبكة "إكس" أن "نتنياهو فقد الكثير من الأشخاص، وعندما يحدث ذلك، فإنهم يملؤون المقاعد بغير الأعضاء، كما يحدث في مراسم توزيع الجوائز".
واتهمت أوكازيو كورتيز، مثل غيرها من الديمقراطيين في أقصى اليسار في الولايات المتحدة، نتنياهو بأنه مجرم حرب: "إنه يوم أسود في التاريخ الأمريكي عندما يسمح لشخص مطلوب اعتقاله من قبل محكمة الجنايات الدولية بأن يلقي خطابا امام الكونغرس".
وكانت عضوة بارزة أخرى في الكونغرس، وهي الأمريكية من أصول فلسطينية، رشيدة طليب، حاضرة بالفعل أثناء الخطاب - للاحتجاج عليه بالكوفية الفلسطينية وهي تلوح بلافتة تقول إن نتنياهو "مجرم حرب" و"مذنب بارتكاب إبادة جماعية".
وشوهدت المشرعة الجمهورية من فلوريدا آنا بولينا لونا، المؤيدة لإسرائيل، في وقت ما وهي تواجهها وتحاول إقناعها بإنزال اللافتة لكن طليب استمرت في التلويح بها طوال الخطاب الذي استمر ما يقرب من ساعة.
كما قاطعت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي خطاب نتنياهو، وقالت في نهاية الخطاب أن "ظهور نتنياهو في الكونغرس اليوم كان الأسوأ على الإطلاق من ظهور أي زعيم أجنبي تمت دعوته لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي".
ورغم أن البيت الأبيض أصر على أن هذا لم يكن احتجاجا متعمدا، إلا أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تغيبت هي الأخرى عن الخطاب وهي بحكم منصبها تشغل أيضا رئيسة مجلس الشيوخ وكان من المفترض أن تدير الجلسة وان تقف خلف نتنياهو على المنصة إلى جانب رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون.
