موقع روسي: من المستهدف بالتدريبات العسكرية بين بيلاروسيا والصين؟

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

تناول موقع "غولوس أميركي" الروسي بالتعليق التدريبات العسكرية التي تجري بين بيلاروسيا والصين على أراضي الأولى خلال الفترة من 8 إلى 19 من الشهر الجاري، والتي أعلن الطرفان أنها تهدف لمكافحة "الإرهاب".

وقالت الكاتبة آنا بلوتنيكوفا في تقرير لها نشره الموقع عن تدريبات "هجوم النسر"، إنها تجري بالقرب من مدينة بريست البيلاروسية على الحدود بين روسيا وبولندا، وحسب ما أعلنته مينسك، ستشمل إنزالا ليليا وتجاوز العوائق المائية والعمليات في المناطق المدنية، فضلا عن أن الجنود من كلا البلدين سيعملون كـ"وحدة مشتركة".

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن التدريبات ستتضمن عمليات تحرير رهائن ومهام مكافحة "الإرهاب"، مشيرة إلى أن الهدف منها هو رفع مستوى الجاهزية وقدرات التنسيق بين القوات المُشاركة، وتعزيز التعاون العملي بين جيشي البلدين.

مخاوف بولندا

وقالت الكاتبة آنا بلوتنيكوفا إنه على ضوء هذه التدريبات أعلنت بولندا في العاشر من الشهر الجاري أنها بحاجة لتجهيز قواتها بسبب وجود تهديد لصراع شامل، وأوضحت أن عدد القوات التي تحرس حدودها الشرقية سيزيد إلى 8 آلاف جندي من العدد الحالي البالغ 6 آلاف، وأن هناك قوة احتياطية قوامها 9 آلاف جندي يمكن استدعاؤها في غضون 48 ساعة.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت بولندا عن تفاصيل برنامج "الدرع الشرقي" بتكلفة حوالي 2.5 مليار دولار، والذي يهدف لتعزيز المنشآت الدفاعية على الحدود مع بيلاروسيا وروسيا، والذي من المقرر أن يكتمل بحلول عام 2028.

ومنذ عام 2021، أصبحت الحدود البولندية البيلاروسية نقطة توتر، وذلك بعد أن افتتحت بيلاروسيا وكالات سفر في الشرق الأوسط تقدم مسارات غير رسمية جديدة للمهاجرين غير النظاميين للوصول إلى أوروبا، وهي خطوة يقول الاتحاد الأوروبي إنها كانت تهدف لإثارة أزمة.

خيار احتياطي

ويعتقد الخبير العسكري إيفان ستوباك، الموظف السابق في خدمة الأمن الأوكرانية والخبير العسكري في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، أنه بالنسبة لبيلاروسيا فإن التدريبات مع القوات الصينية خيار احتياطي لتجنب الاعتماد الكامل على الكرملين.

وأضاف أن السبب الرئيسي وراء التدريبات العسكرية البيلاروسية الصينية قد يكون طلبا شخصيا من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو للرئيس الصيني شي جين بينغ لتدريب قواته.

ويشير إلى أن آخر مرة شاركت فيها القوات البيلاروسية في أعمال قتالية كانت في أفغانستان، وحتى تلك المشاركة كانت محدودة. أما آخر المعارك الحقيقية التي شارك فيها البيلاروسيون فقد كانت في الحرب العالمية الثانية.

عقدة نقص

ويرى ستوباك أن الرئيس البيلاروسي يعاني من عقدة نقص عند مقارنة جيشه بالقوات المسلحة في الصين وروسيا وأوكرانيا، وأن رغبته في رفع مستوى كفاءة الجيش البيلاروسي كانت وراء دعوته "مجموعة فاغنر" إلى بلاده، مشيرا إلى أن ذلك لم ينجح. فقد بقي هناك حوالي ألفين فقط من مقاتلي فاغنر، والآن لا يُعرف عددهم.

كما يعتقد ستوباك أيضا أن لوكاشينكو يرى أن بولندا وضعت أسلحة بقيمة 15 مليار يورو، والجيش الأوكراني مدرب جيدا وكذلك الجيش الروسي، وأن جيشه هو الوحيد غير المُدرب.

إغاظة الناتو

وأضاف ستوباك أن لوكاشينكو قد يطلب من الصين نشر قاعدة عسكرية على الأراضي البيلاروسية، وتابع أن هذه التدريبات على الحدود البولندية لها أهمية رمزية فقط نظرا لبعد المسافة بين الصين وبيلاروسيا، لكن بالنسبة للقيادة الصينية فيمكنها أن تُظهر للعالم نطاق تأثيرها في الاتجاه الغربي.

وذكر الخبير الأوكراني أن هذه التدريبات القريبة من بحر البلطيق وحلف شمال الأطلسي (ناتو) يمكنها إغاظة التحالف الغربي بالتأكيد، ولكن دون إظهار ذلك صراحة.

وقال ستوباك إنه لكي تتجنب بيلاروسيا الاعتماد الكامل على الكرملين (70% من الاقتصاد البيلاروسي يعتمد على روسيا حتى عام 2023) من المهم للوكاشينكو أن يُظهر أن هناك "كبارا آخرين" يزورونه، وليس فقط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه ليس في عزلة دولية.

واستبعدت الكاتبة آنا بلوتنيكوفا فكرة بناء الصين قواعد عسكرية لها في بيلاروسيا، مشيرة إلى أن بيكن درجت على بناء القواعد في المناطق التي تخدم مصالحها المباشرة مثل بحر جنوب الصين وحوض المحيط الهادي الشمالي والشمال الغربي، أي حيث توجد ما تسمى بـ"الأراضي المتنازع عليها"، كما تبني قواعدها في النقاط التي تمر منها الطرق التجارية البحرية الهامة للاقتصاد الصيني.


إقرأ أيضا