هل يحتاج الشخص أخذ إبر التنحيف أوزمبيك وويجوفي ومونجارو لبقية حياته حتى لا يعود الوزن المفقود؟

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

في عام 2017 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على عقار أوزمبيك لعلاج السكري من النوع الثاني؛ مما شكل بداية مرحلة جديدة للتعامل مع مرض السكري، وزيادة الوزن.

فهذا العقار الذي تم ترخيصه لخفض سكر الدم وتحسين التحكم في السكر التراكمي HbA1c ، تبين أنه يؤدي إلى فقدان الوزن؛ مما قاد إلى إقبال الناس عليه للتحكم في أوزانهم والوصول إلى الوزن المثالي وتحقيق الجسم الرشيق.

وشيئا فشيئا تحول أوزمبيك -وإخوانه من الأدوية التي سنفصل فيها- إلى الحبة المعجزة، والعصا السحرية التي تجعلنا نأكل أقل ونفقد الوزن دون جهد يذكر.

ينتمي أوزمبيك وإخوانه إلى عائلة من الأدوية تسمى ناهضات GLP-1، وهي أدوية تساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن.

ومع آلاف الأشخاص الذين استعملوا ناهضات GLP-1 وحققوا نتائجهم المرجوة، بدأت تظهر قصص عن آثار جانبية ومضاعفات، وتساؤلات حول عما سيحدث للشخص إذا أوقف استعماله.

جوانب مضيئة لناهضات GLP-1، سوف نعرضها هنا، لكننا أيضا سنكشف الآثار الجانبية والمحاذير، التي يجب على من يريد استعمال هذا العقار أن يعرفها، وفي النهاية عليه اتخاذ القرار، وذلك طبعا مع استشارة طبيبه.

رحلتنا في هذه التغطية المعلوماتية الأولى من نوعها عربيا وعالميا، شيقة وممتدة، نبدأ فيها من التاريخ، ونمر عبر الحاضر، ونختم وأنظارنا نحو المستقبل، مستقبل نأمل أن يكون فيه الناس أقل بدانة وأكثر صحة، بأقل قدر من المضاعفات الجانبية، وأن يكونوا قبل ذلك قادرين على اتخاذ القرار السليم حول صحتهم، من دون معلومات مغلوطة، أو ضغط من مشاهدة فيديو رائج على تيك توك!


مصدر الصورة

القصة منذ ما قبل أوزمبيك

فقدان الوزن بطريقة سهلة ورخيصة وآمنة. لقد كان هذا هو الحلم لإنقاص الوزن منذ الأزل. فقد جرب البشر وسائل كثيرة -النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والعلاج النفسي، والجراحة- لإنقاص الوزن. ولكننا نعود مرارا وتكرارا إلى الوعد بأدوية إنقاص الوزن، سواء كانت حبوبا أو حقنا أو منشطات.

ومع ذلك، فإن تاريخ أدوية الحمية ليس تاريخا ناجحا أو مثيرا للإعجاب. كان هناك الكثير من العلاجات الدوائية الشائعة لزيادة الوزن على مرّ السنين، لكنها فقدت جميعها بريقها في نهاية المطاف، بل تم حظر بعضها، وفقا لمقال للورا دوز، الزميل الباحث في تاريخ الطب القانوني بالجامعة الوطنية الأسترالية، نشر في موقع ذا كونفرزيشين.

على سبيل المثال، كان العلاج بالأعضاء Organotherapy شائعا بشكل كبير في عشرينيات وأربعينيات القرن العشرين.

وصف الأطباء للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن مستخلصات من الغدد الحيوانية -تؤكل نيئة أو مجففة في شكل حبوب أو عن طريق الحقن- لعلاج "الغدد البطيئة" المفترضة التي يؤدي بطؤها إلى السمنة.

بالنسبة لشركات المسالخ، كان هذا سوقا جديدا مربحا لمخلفاتها. لكن العلاج بالأعضاء سرعان ما تراجعت شعبيته؛ لأنه لم يثبت أي دليل على أن نجاعته.

استخدمت الأمفيتامينات amphetamines لأول مرة مزيلًا لاحتقان الأنف في ثلاثينيات القرن العشرين، لكنها سرعان ما وجدت لها سوقا في إنقاص الوزن.

كان سبب عملها معقدا. يعمل الدواء على منطقة ما تحت المهاد، ولكن كان له أيضا تأثير على الحالة العقلية.

كانت النظرية هي أنها ساعدت الناس على الشعور بالرغبة في اتباع نظام غذائي وأعطتهم متعة لا يمكن العثور عليها عند تناول الطعام. ولكن انخفض استخدام الأمفيتامينات في السبعينيات مع "حرب نيكسون على المخدرات"، والاعتراف بأنها تسبب الإدمان.

كان دواء الحمية الغذائي الشهير في الثمانينيات والتسعينيات هو الفين-فين  fen-phen، الذي يحتوي على مثبطات الشهية فينفلورامين fenfluramine  وفينترمين  phentermine.

وفي ذروة جنونه، شهد عدد كبير من المستخدمين بأنه يخفض الوزن بشكل كبير. ولكن بعد أن عانى المستخدمون من أمراض صمام القلب والرئة، تم سحب الفين-فين من السوق في عام 1997. وقد خصص منتجه مبلغا قدره 21 مليار دولار لتسوية الدعاوى القضائية المرتبطة به.

أثار هرمون اللبتين Leptin الانتباه في منتصف التسعينيات؛ إذ بدا، مدة وجيزة، أنه يحمل المفتاح لكيفية تنظيم منطقة ما تحت المهاد لتخزين الدهون.

وراهنت شركة الأدوية أمجن Amgen بالملايين على شراء حقوق البحث على أمل أن يتحول هذا الاكتشاف إلى علاج، ولكنه فشل. وتبين أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يميلون إلى مقاومة اللبتين. لذا فإن تناول المزيد من اللبتين لا يساعد على إنقاص الوزن.

كان الإيفيدرا Ephedra شائعا علاجًا لإنقاص الوزن ومنشطًا في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث وجد مشترين بين الرياضيين ولاعبي كمال الأجسام. لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حظرت بيع المكملات الغذائية التي تحتوي على الإيفيدرا عام 2004 بعد أن ارتبطت به مشاكل صحية تتراوح بين النوبات القلبية والسكتات الدماغية وحتى الوفاة.

ولكن اليوم، لدينا أوزمبيك وإخوته، ولا ينبغي لنا أن نقفز إلى استنتاجات سلبية حول أدوية جديدة لمجرد أن تاريخ أدوية الحمية كان سيئا للغاية؛ فأوزمبيك مختلف وهو ليس عقارا من عشرينيات أو ستينيات أو تسعينيات القرن العشرين.

وحش جيلا هي سحلية سامة، تفرز سما في لعابها (شترستوك)

السحلية التي مهدت الطريق لناهضات  GLP-1

في عام 1984، اكتشف الدكتور دانييل دراكر، عالم الغدد الصماء في جامعة تورنتو، هرمونا في الأمعاء البشرية ساعد على تمهيد الطريق لأدوية أوزمبيك وويجوفي.

يطلق على هذا الهرمون اسم الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 (GLP-1) وتتمثل مهمته في تنظيم مستويات السكر في الدم وقمع الشهية.

وقال دراكر لموقع غلوبال نيوز" إن الاكتشافات الأولى التي توصلنا إليها لما يفعله GLP-1 دعمت بشكل طبيعي تطوير علاجات لمرض السكري". "لقد قمت بالعلوم الأساسية. لم يكن لديّ أي فكرة حقا إلى أين سيؤدي هذا. والآن أصبح لها تأثير سريري هائل على مستوى العالم، وهو أمر رائع أن أراه كطبيب".

أراد دراكر، إلى جانب آخرين في المجتمع العلمي، تحويل GLP-1 إلى دواء لمساعدة الأشخاص على إدارة مرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، كانت هناك مشكلة: يختفي GLP-1 بسرعة من جسم الإنسان، مما يثير صعوبات في تطوير الأدوية.

هنا يدخل وحش جيلا   Gila monster، وهي أكبر سحلية في أمريكا الشمالية.

وحش جيلا هي سحلية سامة، تفرز سما في لعابها. وتعرف وحش جيلا أيضا بقدرتها على البقاء فترات طويلة من دون طعام وتكيفاتها الأيضية، التي جذبت الاهتمام العلمي في دراسة تنظيم نسبة السكر في الدم وتطوير أدوية مرض السكري.

تمتلك هذه الزواحف السامة، وموطنها الأصلي جنوب الولايات المتحدة، قدرة رائعة على تحمل فترات طويلة دون طعام. يمكنها إبطاء عملية التمثيل الغذائي بشكل فعال والحفاظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم من دون المساس بصحتها. كما سبق أن ثبت أن الهرمونات الموجودة في سم هذه الزواحف تنظم نسبة السكر في الدم.

أراد دراكر معرفة السبب، وعمل على دراسة سم وحش جيلا.

في منتصف التسعينيات، أجرى دراكر وفريقه تجارب على السحلية، واكتشفوا أن سمها يحتوي على هرمون يسمى إكستندين-4  Exendin-4، الذي يشبه في تركيبه الهرمون البشري GLP-1 ولكن على عكس  GLP-1، فإنه لا يتحلل بسرعة، مما يعني أنه يظل نشطا في الجسم فترة طويلة؛ مما يجعله مرشحا مثاليا لدواء لمرض السكري.

وأوضح الدكتور إيهود أور، المختص في الغدد الصماء بمستشفى سانت بول ومستشفى فانكوفر العام، أن الأمر كله يتعلق بمدة بقاء هذه العلاجات في الجسم.

تم بعد ذلك تسخير هرمون جيلا وتوليفه في دواء صيدلاني. وتم هذا من قبل عالم الكيمياء الحيوية الدكتور جون إنج، الذي حصل على براءة اختراع ببتيد سم السحلية أطلق عليه اسم إكسيناتيد.

على الرغم من أن جميع شركات الأدوية في العالم تحاول تطوير دواء يشبه  GLP-1، فإن هذا الببتيد السمي للسحلية أصبح أول دواء معتمد لعلاج مرض السكري من النوع 2 في أي مكان من العالم، وتمت الموافقة عليه في 28 أبريل/نيسان 2005، كما قال دراكر.

وفي وقت لاحق، ظهر جيل جديد من الأدوية المعتمدة على GLP-1 التي استمرت فترة أط ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

إقرأ أيضا