آخر الأخبار

سيمفونية النجاح: لا توازن بين أهدافك.. ادمجها بذكاء

شارك

مع تعقيدات الحياة الحديثة، غالبا ما ينظر إلى الحياة على أنها معادلة صعبة، حيث النجاح في جانب يعني بالضروة التضحية بجانب آخر. فقد يشعر كثيرون مثلا بأن النجاح المهني يتطلب التخلي عن الأهداف الشخصية مثل قضاء الوقت مع العائلة، أو الاهتمام بالصحة.

لكن هل هذا صحيح بالضرورة؟

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 جربها واحصد النتائج.. هذه مفاتيح الاجتماعات الناجحة
* list 2 of 2 من سجين إلى رائد أعمال.. قصص نجاح لم تسمع بها من قبل end of list

الخبر الإيجابي -وفقا لدراسة حديثة- أن الأمر ليس لعبة "محصلتها صفر"، بل هو أشبه بسيمفونية يمكن أن تعزف فيها كل أهدافك معا. فطغيان جانب على الآخر ليس حتميا، بل يمكنك أن توازن بين العمل والمنزل، ويمكن أيضا أن تتناغم الأهداف ليصبح المسار واحدا وبالتالي يحتاج لجهد أقل.

المشكلة ليست في كثرة الأهداف، بل في الطريقة التي ننظر بها إلى علاقتها ببعضها من ناحية التصادم أو التكامل، وذلك وفقا لدراسة منشورة في "هارفارد بزنس ريفيو" بعنوان "كيف تصنع تناغما بين أهدافك الشخصية والمهنية".

وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يحققون أعلى درجات التناغم في حياتهم ينظرون إلى أهدافهم بطريقتين رئيسيتين:


* الأهداف تخدم بعضها: يرون كيف يمكن للنجاح في مجال معين أن يسهم في تحقيق هدف آخر. فمثلا، النجاح في عملك يمكن أن يموّل عطلة تحلم بها.
* الأهداف تكمل بعضها: يؤمنون أن تحقيق هدف ما يعزز أهدافهم الأخرى. فعلى سبيل المثال، الاستمتاع بإجازة يساعدك على العودة إلى العمل بنشاط وتركيز أكبر.

هذا المنهج لا يقلل من التوتر والإرهاق فحسب، بل يزيد من الدافع والإنتاجية والشعور بالرضا، والجيد أن هذه القدرة على الربط بين الأهداف ليست فطرية، بل يمكن تعلمها وتطويرها.

ماذا تقول الأرقام؟

اعتمدت الدراسة على 11 عينة في 10 دول، وكانت أبرز النتائج:


* الأشخاص الذين ينجحون في رسم روابط متعددة بين أهدافهم يلتزمون بمساعيهم أكثر، يشعرون بدافعية أعلى، وإنتاجية أفضل، وضغط واحتراق نفسي أقل.
* مجرد التفكير الواعي في الروابط بين العمل والعائلة، والصحة المال، والجهد والترفيه، رفع إحساس المشاركين بتناغم الأهداف مقارنة بمن طُلِب منهم التفكير في التعارض.
* الثقافة تصنع الفارق: المشاركون من بيئات اجتماعية أكثر (مثل مصر، الهند، الصين، إندونيسيا، المكسيك) كان لديهم التناغم الطبيعي أعلى من المشاركين في بيئات أكثر فردية ( الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، ألمانيا، هولندا، أستراليا).

كيف نُطبّقها ببساطة؟

توصي الدراسة بخطوة ذهنية قبل أي أدوات تنظيمية:

إعلان

* الدمج الذهني: اكتب أهم 3 أهداف في حياتك (مثل العمل، العائلة، الصحة)، وابحث عن الروابط المشتركة بينها. على سبيل المثال، كيف يمكن للنشاط البدني أن يعزز طاقتك وإنتاجيتك في العمل؟
* دمج الأنشطة: ابحث عن أنشطة تخدم هدفين أو أكثر في وقت واحد. يمكنك ممارسة الرياضة مع العائلة، أو عقد اجتماعات عمل أثناء المشي، أو تخصيص غداء عائلي بلا هواتف لتعزيز الروابط الأسرية والراحة الذهنية في آن واحد.
* إعداد البيئة: استخدم أدوات العمل الحديثة مثل المرونة في الوقت والعمل عن بعد لتمكين هذا التناغم وتسهيله.

متى يكون التعارض مفيدا؟

رغم أهمية التناغم، تقر الدراسة بوجود أوقات لا مفر فيها من الصراع. ففي بعض الأحيان، تكون الأولوية ضرورية، خاصة عند مواجهة إغراءات تتعارض مع أهدافك العليا. فالرغبة في تأجيل عمل مهم لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي هي مثال واضح على صراع ضبط النفس. في هذه الحالات، يجب عليك أن تكون واعيا للصراع وأن تخطط لكيفية مقاومة هذه الإغراءات.

تؤكد الدراسة أن الاعتراف بالتعارض لا يناقض التناغم، بل يحميه من الانهيار أمام ما تعتبره اللحظة السهلة التي تسرق الأوقات سواء من العمل أو المنزل.

مكاسب لا حصر لها

عندما تنظر إلى حياتك كأهداف مترابطة لا متضاربة، فإنك لا تحقق التوازن فقط، بل تكتسب دافعا متجددا. فكل خطوة نحو هدف تشعرك أنك تتقدم في مسارات متعددة.

ويمكن للمؤسسات أن تتبنى هذه الفكرة وتشجعها من خلال توفير بيئات عمل مرنة، وتخصيص مساحات للموظفين لممارسة الرياضة، وتقديم برامج تدعم التوازن بين العمل والحياة الشخصية. فالحياة ليست سباقا تختار فيه مسارا واحدا، بل هي لوحة فنية يمكنك أن تنسج خيوطها الملونة معا بحكمة ومهارة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار