في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشفت " آبل " خلال مؤتمرها السنوي عن الجيل الجديد من أجهزة "آيفون" ومعه طراز جديد تماما تطرحه الشركة للمرة الأولى، وهو "آيفون إير" الذي يعد أنحف هاتف طرحته "آبل" في تاريخها.
ويأتي الهاتف الجديد بتصميم جديد ومبتكر للغاية، فإلى جانب كون الجهاز نحيفا بسمك لا يتجاوز 5.6 ملم، فهو يأتي مع عدسة كاميرا واحدة فقط بمستشعرين.
ولا يعد "آيفون إير" أول هاتف يركز على النحافة والسمك بشكل عام من الشركات الرائدة، فقد سبقتها "سامسونغ" وطرحت "غالاكسي إس 25 إيدج" النحيف للغاية، فضلا عن "غالاكسي زيد فولد 7" النحيف أيضا وسيل من الهواتف الصينية النحيفة.
ولم تتمكن كل هذه الهواتف من إحداث ضجة توازي ما فعله "آيفون إير" رغم أن الهاتف لم يتح بعد للمستخدمين، وربما يعود هذا جزئيا لمكانة "آبل" والنظرة التي تحظى بها من المجتمع.
كما جرت العادة أن تقدم "آبل" عادة مزايا جديدة في التصميم مثل التخلي عن منفذ السماعات بحجم 3.5 ملم وأيضا نتوء الشاشة ثم تتبعها بقية الشركات بتقديم التصميم ذاته مع بعض الاختلافات أو رفض شركات لهذا التصميم بشكل كامل مثل "سامسونغ".
فهل يتكرر الأمر مع "آيفون إير" ويصبح هو المعيار الجديد في تصميم الهواتف لنرى جحافل من الهواتف النحيفة في المستقبل القريب؟
تحظى "آبل" بمكانة كبيرة في قلوب المستخدمين حول العالم، وهي من الشركات التي تصنع هواتف محمولة تحقق مبيعات كبيرة وتتسلق قمة الهواتف المباعة سنويا حول العالم.
وتستحوذ "آبل" على حصة تزيد عن 27% من إجمالي الهواتف المحمولة المباعة في العالم مقابل 22% من نصيب "سامسونغ"، وهما يتربعان على عرش الهواتف المحمولة المباعة في العالم.
ولا يعود السبب في هذه المبيعات لكون هواتف "آبل" أفضل من غيرها بفارق كبير، ولكن بسبب الجمهور الواسع الذي تحظى به الشركة فضلا عن آليات التصميم الفريدة التي تتبعها الشركة.
ويوحي حجم المبيعات الكبيرة لهواتف "آيفون" إلى المنافسين بأن كل ما تقوم به "آبل" مقبول ويحقق مبيعات، لذلك يسعون في بعض الأحيان لتقليد تصميمات الشركة وإعادة استخدامها في هواتفهم.
وحدث هذا بشكل واضح عندما تخلت "آبل" عن منفذ السماعات في عام 2016 مع طرح "آيفون 7" وكذلك عندما وضعت نتوء الشاشة الشهير في عام 2017 مع "آيفون 10" وكذلك عندما أزالت الشاحن في عام 2020 مع "آيفون 12".
وربما نرى هذا الأمر يتكرر مع الهواتف النحيفة مستقبلا وفي حالة نجاح "آيفون إير" بشكل كبير، وهو الذي يتوقعه العديد من الخبراء.
لا يمكن اعتبار "آيفون إير" أول هاتف نحيف يتم طرحه رسميا من قبل الشركات المختلفة حول العالم، وذلك رغم كونه أنحف هاتف لدى "آبل".
ويعتبر هاتف "فيفو إكس 5 ماكس" (Vivo X5 Max) الذي طرحته الشركة الصينية في عام 2014 هو أنحف هاتف تطرحه شركات الهواتف المحمولة حتى يومنا هذا وأولها، إذ يصل سمك الهاتف إلى 4.85 ملم.
ويذكر أيضا بأن هناك العديد من الهواتف المختلفة النحيفة للغاية مثل "تكنو سباك سليم" (Techno Spark Slim) الذي صدر عام 2025 وجاء بسمك 5.93 ملم.
وكذلك هاتف "زد تي إي نوبيا إير" (ZTE Nubia Air) الذي يأتي بسمك 5.9 ملم وطرح عام 2025 وكذلك "هونر 200 لايت" (Honor 200 Lite) الذي يأتي بسمك 6.8 ملم.
ولا يمكن إهمال ذكر الهواتف القابلة للطي التي طرحت هذا العام ويتراوح سمكها بين 5.5 ملم و6 ملم في حالة الفتح والإغلاق على حد سواء.
احتاجت "آبل" للتضحية بمجموعة من مزايا الهاتف من أجل الوصول إلى هذا السمك النحيف للغاية والرائد في هاتف "آيفون إير"، وذلك حسب ما جاء في موقع الشركة الرسمي.
وتأتي البطارية في مقدمة هذه التضحيات، إذ قامت "آبل" بوضع بطارية أقل في السعة من "آيفون 13" وأقل كثيرا من أقرانه الذين صدروا معه في العام ذاته.
كما تخلت "آبل" عن العدسة الثانية في ظهر الهاتف ووضعت مستشعرا إضافيا داخل العدسة، ليأتي هاتف "آيفون إير" مع مستشعرين داخل العدسة الواحدة.
ثم اتجهت "آبل" لاستخدام معالج الاتصال الخاص بها، وذلك لأنه يستهلك بطارية أقل من معالجات الاتصال الخاصة بأجهزة "سناب دراغون" المستخدمة في الأجيال السابقة للهاتف.
ورغم أن هذه الخطوة أفقدت "آيفون إير" الاتصال بشبكات الجيل الخامس منخفضة التردد، فإنها كانت خطوة مبررة من الشركة لتوفير الطاقة.
وكذلك تخلت "آبل" عن منفذ الشريحة المعتاد واعتمدت فقط على الشريحة الإلكترونية لتوفير المساحة وزيادة حجم البطارية قدر الإمكان، واعتمدت على مكبر صوت واحد وميكروفون واحد في قطعة الأذن لتوفير المزيد من المساحة.
افتتحت "آبل" مؤتمرها السنوي هذا العام بمقولة للراحل ستيف جوبز ، وهي توضح فلسفة تصميم المنتجات لدى الشركة والتي مازالت تسير عليها حتى اليوم.
وتوضح هذه الفلسفة أيضا لماذا قررت "آبل" الاعتماد على تصميم "آيفون إير" بهذا الشكل، إذ يرى جوبز بأن تصميم المنتج الجيد لا يتعلق بالشكل الجمالي فقط، بل بتجربة المستخدم المثالية وهو ما تسعى الشركة لتحقيقه.
وتحاول "آبل" عبر طرح "آيفون إير" تقديم تجربة مستخدم مثالية مريحة للمستخدمين المعتادين، وهم المستخدمون الذين لا يبحثون عن المواصفات الفائقة أو حتى الكاميرات الخارقة.
ويعني هذا أن الشركة ترضي المستخدم الذي يلتقط صورا اعتيادية بهاتفه ولا يرغب في كاميرا فائقة الجودة تتخطى قوة الكاميرات الاحترافية أو بطارية تدوم لعدة أيام أو حتى مستخدم مهتم بالألعاب كمثال ويمضي يومه في لعب متواصل عبر الهاتف.
ويظل الحكم النهائي على الهاتف هو حجم المبيعات وردة فعل المستخدمين على اختيارات "آبل"، وهو أيضا ما يقرر إن كانت الشركات تقلد هذه الخيارات أم لا.