عندما يحلّ الجفاف في السافانا الإفريقية، تدخل معظم الأشجار في حالة شبيهة بالسبات، حيث تقلل نشاطها الحيوي وتحتفظ بكل قطرة ماء للبقاء على قيد الحياة حتى عودة موسم الأمطار.
بينما تدخل معظم أشجار السافانا الإفريقية في سبات عميق عند حلول موسم الجفاف لتوفير المياه، يتصرّف سنط المظلة (Vachellia tortilis) بطريقة معاكسة تماما — إذ يبدأ في النمو بنشاط أكبر ويواصل عملية التمثيل الضوئي متحديا الحرارة والجفاف القاسي.
وعلى خلاف النباتات التي "تُغلق نفسها" لتقليل فقدان الرطوبة، يمتصّ سنط المظلة الكربون بنهم شديد ويمتد نحو الأعلى، في حين يتصرف قريبه سنط الشوك (Vachellia robusta)، الذي يفضل البيئات الرطبة، بشكل أكثر حذرا واقتصادا في استخدام الطاقة.
ويشير عالم الأحياء جيمس بيز من جامعة أوهايو إلى أن سرّ صمود سنط المظلة يكمن في نظامه الجذري العميق، الذي يتكوّن في مراحل مبكرة من النمو، ما يسمح له بالوصول إلى المياه الجوفية ومواجهة أقسى الظروف.
كما أظهرت الدراسات أن كلا النوعين من السنط يستخدمان آليات جينية متشابهة لمقاومة الجفاف، لكنّ الاختلاف يكمن في توقيت وكيفية تنشيط هذه الجينات: فبينما يتخذ السنط الشائك موقف الدفاع البطيء، يهاجم سنط المظلة الجفاف بسرعة وشراسة.
ويأمل العلماء أن تسهم هذه النتائج في فهم آليات التكيف النباتي مع المناخ القاسي، ما قد يساعد مستقبلا في تطوير محاصيل زراعية مقاومة للجفاف.
المصدر: Naukatv.ru
المصدر:
روسيا اليوم