في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشف برنامج ذكاء اصطناعي دُرّب على تحليل بالكربون المشع أن بعض مخطوطات البحر الميت قد تكون أقدم مما كان يُعتقد سابقًا، في اكتشاف من شأنه أن يُعيد تشكيل فهمنا لليهودية والمسيحية المبكرة.
ووفقًا لدراسة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة PLOS ONE، استخدم الباحثون مزيجًا من الذكاء الاصطناعي والتأريخ الإشعاعي وتحليل الخطوط اليدوية لتحديد عمر المخطوطات القديمة بدقة أكبر.
ويُعد هذا النهج المتقدم خطوة جديدة في دراسات العصور القديمة، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في فك أسرار المخطوطات البالية والممزقة.
وقال الدكتور ملادن بوبوفيتش من جامعة خرونينغن في هولندا، وأحد مؤلفي الدراسة "من المثير للغاية أن نخطو خطوة كبيرة نحو حل مشكلة تأريخ مخطوطات البحر الميت، وتطوير أداة جديدة يمكن استخدامها لدراسة مجموعات أخرى من المخطوطات التاريخية التي لم تُؤرَّخ بشكل كامل".
عصر الذكاء الاصطناعي: سباق جديد نحو السيطرة!
تُعد مخطوطات البحر الميت، التي اكتُشفت أولى أجزاءها في كهف عام 1947، من أهم الاكتشافات النصية في القرن العشرين. وتضم نحو 1000 مخطوطة تحتوي على أقدم النصوص المعروفة من الكتاب المقدس العبري، وقد أثرت بشكل كبير على فهم أصول المسيحية وتطور اليهودية ما بعد التوراة.
إسرائيل: اكتشاف "تاريخي" ـ مخطوطات من الكتاب المقدس عمرها 2000 سنة
تم تأريخ هذه المخطوطات سابقًا باستخدام علم الباليوغرافيا (دراسة الخطوط اليدوية القديمة)، الذي قدر أنها كُتبت على مدى قرون من 250 قبل الميلاد حتى 100 ميلادية. لكن هذا الأسلوب كان يواجه صعوبات، خصوصًا في التمييز بين أنماط الكتابة لمختلف الكُتّاب، ما يجعل النتائج غير دقيقة.
مخطوطات البحر الميت عمرها أكثر من 2000 عام، وتحتوي على بعض أقدم النصوص المعروفة من الكتاب المقدس العبري.صورة من: Depositphotos/IMAGOلذا، ق ام الباحثون بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي على 24 مخطوطة تم تأريخها بالكربون المشع بدقة، ثم استخدموه لتحليل أنماط الكتابة اليدوية في 135 مخطوطة أخرى لم تكن مؤرخة، تعود إلى ما بين 200 قبل الميلاد و100 ميلادية.
وقد مكّن هذا النهج من تحسين دقة التأريخ إلى نحو 79%، بحسب الدراسة، مما يقدّم طريقة أكثر موثوقية لتأريخ النصوص المكتوبة.
وأوضح الباحثون أن"ميزة هذا النموذج هي أنه يوفر موضوعية كمية لدراسة الخطوط اليدوية، مما يقلل من التحيزات الذاتية".
تشير نتائج الدراسة إلى أن العديد من المخطوطات أقدم من التقديرات السابقة، حيث تعود في مجملها إلى أوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وبعضها إلى فترات أقدم.
وهذا يُعد مهمًا لأن العديد من الباحثين يفترضون أن توسع المملكة الحشمونية من منتصف القرن الثاني قبل الميلاد فصاعدًا كان العامل الأساسي في ازدهار الثقافة الأدبية والنشاط الكتبي. لكن الدراسة تقترح أن نشاط النسخ الأدبي كان قائمًا بالفعل قبل ذلك.
هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من علاج جميع الأمراض؟
وفي تعليق مشترك، قال كل من ثيا سومرشيلد ويانيس أسائل، وهما باحثان طورا أدوات ذكاء اصطناعي لدراسة النصوص القديمة في جامعة أكسفورد ولم يشاركا في هذه الدراسة إن "هذا النهج الجديد أتاح الجمع بين الخبرة التاريخية والدقة التقنية، ويُظهر أن الأدوات الحاسوبية لا تُضعف دور الخبراء البشريين، بل تعزز منه، وتفتح مسارات جديدة للاكتشاف حتى في النصوص المدروسة منذ زمن بعيد".
ويعتقد باحثو العصور القديمة أن هذا التقدم يؤشر إلى فجر حقبة جديدة في هذا المجال بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث تُستخدم التقنية الآن أيضًا في ترجمة نصوص غامضة حيّرت العلماء لعقود.