أثارت بلدية رمات غان موجة من الانتقادات والغضب في أعقاب منشور ساخر نشرته عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك، علّقت فيه على اعتقال نشطاء سفينة "مادلين" الذين حاولوا كسر الحصار عن قطاع غزة. المنشور تضمّن صورة لإحدى الناشطات المعتقلات وهي ترتدي سترة نجاة وقبعة خضراء وتحمل رغيف شوارما، وأرفقته البلدية بعبارة تهكمية تقول: "خذي يا مفقودة، هذا من رمات غان، اطلبوا عُمَبة في بئر السبع".
المنشور قوبل باستنكار واسع، خاصة من نشطاء شباب في المدينة، الذين اعتبروا أن البلدية تجاوزت حدود السخرية المقبولة، واستخدمت منصة رسمية مُمولة من أموال الجمهور لتشويه متضامنين مع قضية إنسانية حساسة.
الناشط الشاب غال حبيب، من سكان رمات غان، كتب منشورًا غاضبًا على حسابه جاء فيه: "صفحة الفيسبوك الرسمية للبلدية ليست مساحة للنكات أو السخرية على حساب الناس. إنها وسيلة تواصل مُمولة من أموال السكان، والحد الأدنى من التوقعات هو أن تخدم المصلحة العامة وتحترم المواطنين".
اعتقال 12 ناشطًا
وجاءت موجة الانتقادات في وقت تتصاعد فيه ردود الفعل الدولية على اعتقال 12 ناشطًا دوليًا من طاقم سفينة "مادلين"، من بينهم الناشطة البيئية السويدية جريتا تونبرج، والنائب في البرلمان الأوروبي ريما حسن، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، بعدما اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة التي كانت في طريقها إلى غزة.
وقد طالبت فرنسا وإسبانيا بالإفراج الفوري عن مواطنيها المعتقلين، بينما اعتبر تحالف "أسطول الحرية" أن العملية تمثل "اختطافًا غير قانوني" لناشطين مدنيين عُزّل، وصادرت القوات الإسرائيلية شحنة المساعدات التي كانت على متن السفينة.
وسط هذا السياق الإنساني والسياسي المتوتر، جاءت سخرية بلدية رمات غان كمنشور رسمي لتثير تساؤلات واسعة حول مسؤولية السلطات المحلية في احترام القضايا العامة، وحول معايير الخطاب المستخدم في صفحات رسمية مُمولة من الجمهور.