تحوّلت الاعتداءات على سائقي الحافلات في إسرائيل إلى ظاهرة يومية تشمل شتائم ومضايقات، وصولًا إلى ضرب ورشق حجارة ورشّ غاز الفلفل وتحطيم الزجاج. وفي ظل تصاعد العنف، أعلن مجلس سائقي شركة “سوبر باص” نزاع عمل، فيما يحاول مكتب العمل اليوم الإثنين منع إضراب قد يشمل مئات السائقين. رئيس لجنة السائقين ميخائيل واكنين قال إن “سائق حافلة سيُقتل في النهاية.. هذا مسألة وقت”، مؤكدًا أن السائقين “على الحافة”.
واكنين، وهو أيضًا عضو في سكرتارية اتحاد النقل العام ضمن نقابة “قوة للعمال”، قال إن أمن السائقين هو “الحد الأدنى” قبل الحديث عن الأجور وتحسين ظروف العمل، وإن العنف يدفع السائقين إلى ترك المهنة ويعمّق أزمة النقص. وهاجم شركات الحافلات ووزارة المواصلات، معتبرًا أن الحديث عن جلب عمال أجانب لسدّ النقص “إنهاء للقطاع”، ومحمّلًا الوزارة المسؤولية في حال وقوع كارثة.
تصوير للأنترنت
بحسب السائقين، الاعتداءات باتت تُصوَّر وتُنشر على الإنترنت، حيث يصعد شبان إلى الحافلات ويهاجمون السائق ثم يوثقون ذلك وينشرونه. وأشار واكنين إلى أنه “منذ الحرب أصبح كل سائق عربي ‘مخربًا’”، وقال إن هناك أماكن تشهد “تنظيمًا مقصودًا” ضد السائقين العرب. وتحدث سائق من الناصرة، جؤاد أبو دقة، عن اعتداء في العفولة أدى إلى ارتجاج وصداع وآلام في الفك وغثيان، وقال إنه أخفى الأمر عن عائلته، مضيفًا: “يضعون مفتشين لفحص الدفع، لكن ماذا عن حياتنا؟”. كما روى السائق يزن كريم حادثة رشق حجارة وتحطيم نافذة وتهديد داخل الحافلة، وقال إن الشرطة أخذت تفاصيل المهاجمين لكن “الملف انتهى بلا شيء” لأنهم قاصرون، مؤكّدًا أن مجموعات “تبحث عن سائقين عرب”.
في القدس، اشد خطورة
في القدس، قال مُراد عطّون، منسّق مهني في “قوة للعمال”، إن الوضع أشد خطورة، وإن مباريات بيتار القدس والتظاهرات تشكل “محفزًا” للعنف، مضيفًا أن شبانًا “يتجولون للبحث عن سائق عربي لمهاجمته” وأن هذا يحدث شبه يوميًا. وذكر حادثة قبل ثلاثة أيام سكب خلالها طلاب ماءً مغليًا على سائق فأصاب عينه، وحذر من أن الخطر لا يهدد السائقين فقط بل الركاب أيضًا، مشيرًا إلى رشق حجارة أصابت رضيعًا في عربة وأمه، “والشرطة لم تصل”.
نقابة عمال النقل أعلنت نزاع العمل في 7 كانون الأول، وقالت إن نقاشًا جديًا حول خطوات فورية لم يُعقد حتى الآن. ومن المقرر عقد اجتماع اليوم بين النقابة وإدارة الشركة بوساطة مفوض علاقات العمل في وزارة العمل لمحاولة منع الإضراب في قطاع يعاني أصلًا نقصًا يقدّر بنحو 5,000 عامل. شركة “سوبر باص” قالت إنها تعمل قانونيًا لحماية السائقين والركاب بالتعاون مع الشرطة، واعتبرت أن تعطيل الخطوط “يمس بمئات آلاف الركاب بلا مبرر”. وبحسب فحص صحافي، تعمل الشركة على تشديد منظومة الأمن عبر تعيين ضابط أمن بدوام كامل ونشر منظّمين في نقاط احتكاك، وقالت إن تسجيلات كاميراتها ساعدت في الأسابيع الأخيرة على تقديم لوائح اتهام ضد مشتبهين، إلى جانب إجراءات مرافقة ودعم طبي ونفسي للسائقين المتضررين.
المصدر:
بكرا