كشفت تصريحات نادرة لضباط احتياط في الجيش الإسرائيلي، نُقلت عن صحيفة يديعوت أحرنوت، عن حالة إحباط وتآكل في الروح القتالية بين القوات المنتشرة على ما يُعرف بـ“الخط الأصفر” في قطاع غزة، في ظل قيود عملياتية وغياب قرار حاسم.
وقال ضابط احتياط برتبة مقدم، شارك في السيطرة على الخط قبل نحو أسبوعين، إن القوات ترصد محاولات من حماس لإعادة تنظيم صفوفها وزرع عبوات ناسفة وإعادة بناء بنى تحتية، لكن الجنود لا يُسمح لهم بفتح النار إلا بعد التحقق الكامل من هوية المشتبه بهم والحصول على موافقة القيادة العليا. وأضاف أن القدرة على نزع سلاح غزة موجودة عسكريًا، إلا أن القرار، وفق تعبيره، لم يعد بيد القيادة الإسرائيلية وحدها، مشيرًا إلى دور مركزي للولايات المتحدة في تحديد سقف التحرك.
ونقل التقرير عن ضباط آخرين قولهم إن السيطرة الإسرائيلية تقتصر فعليًا على المناطق الواقعة شرق الخط الأصفر، بينما تتحرك عناصر من حماس غربه دون تدخل مباشر، بما في ذلك إعادة تشغيل مظاهر من الإدارة المحلية، في ظل غياب انتشار عسكري إسرائيلي هناك. ووصف أحد الضباط الوضع بأنه “مقلق ومحبط”، مؤكدًا أن الحركة تتمتع بحرية عمل في تلك المناطق.
وأشار ضابط آخر إلى ما وصفه بـ“ضياع فرصة سياسية”، متسائلًا عن أسباب عدم الدفع بمسار سياسي أو عسكري حاسم بعد شهور طويلة من القتال، في وقت تظهر فيه مؤشرات على تعافي حماس ميدانيًا.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن فتح تحقيق في حادثة قصف مدرسة في حي الدرج شمال غزة يوم الجمعة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أطفال، بعد أن أطلقت قوة إسرائيلية النار دون الحصول على الموافقة المطلوبة من رئيس الأركان، نظرًا لحساسية الهدف. وقال الجيش في بيان إنه يحقق في ملابسات الحادث ويعرب عن أسفه لأي أذى لحق بالمدنيين، بينما أشارت تحقيقات أولية إلى أن القوة اعتبرت الموقع “هدفًا مشبوهًا”، في حين أفادت مصادر محلية بوجود عائلات نازحة داخل المبنى.
وبحسب الضباط الذين تحدثوا للصحيفة، فإن حالة الغموض القيادي، وربط التحرك الميداني بموافقات سياسية خارجية، تثير مخاوف من أن يجد الجيش نفسه لاحقًا أمام خصم أكثر تنظيمًا، في ظل قيود تحدّ من قدرة الجنود على المبادرة والتصرف في الميدان.
المصدر:
بكرا