أنذر الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، قرية يانوح، جنوبي لبنان، مطالباً أهلها بمغادرتها، تمهيداً لتنفيذ هجوم قال أنه يستهدف مواقع لحزب الله، في انتهاك متكرر لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم الجيش في منشور على منصة إكس: "الجيش سيهاجم على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في قرية يانوح"، وأرفق المتحدث إنذاره بخريطة لمبنى في القرية، وأنذر المواطنين بـ"الابتعاد عن الموقع لمسافة 300 متر".
ويأتي ذلك وسط حديث إسرائيلي عن الاستعداد لتصعيد عسكري على خلفية ما تصفه تل أبيب بـ"تعاظم قدرات حزب الله" وفق ادعائها. وقالت الاذاعة العبرية الرسمية، الخميس الماضي، إن الجيش الإسرائيلي "استكمل إعداد خطة في الأسابيع الأخيرة لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025".
ويأتي هذا الانذار بعد سلسة غارات واعتداءات شنها الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة على جنوب لبنان والبقاع الغربي. واستهدف الطيران الإسرائيلي صباح الجمعة الجرمق والريحان وبريج – جباع، وأنصار – الزرارية، وتبنا، ووادي حومين في الجنوب، فيما أغار أيضاً على منطقة حمى بلدة زلايا في البقاع الغربي. وزعم جيش الاحتلال أنّ الغارات استهدفت معسكر تدريبات لحزب الله في جنوب لبنان. وتأتي هذه الغارات في إطار الاعتداءات اليومية المستمرة على لبنان منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ولكن بوتيرة مختلفة، علماً أنّ منسوبها تراجع بعض الشيء منذ إعلان لبنان تكليف مدني ترؤس وفده إلى اجتماعات لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية "ميكانيزم"، هو السفير سيمون كرم. بيد أن التهديدات بتوسعة الحرب لا تزال قائمة، خصوصاً بعد انتهاء المهلة التي حددها الجيش اللبناني ضمن خطته لنزع كل السلاح في جنوب نهر الليطاني نهاية العام الجاري.
وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفاً آخرين خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة. كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، فضلاً عن احتلالها خمس تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
المصدر:
كل العرب