رون جارلتس لبكرا: تعيين غوفمان للموساد يفتح الباب لأزمة داخلية خطيرة

في لقاء خاص مع بكرا، عبّر المحلل السياسي رون جارلتس عن قلقه العميق من قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتعيين رومان غوفمان رئيساً للموساد، واصفاً التعيين بأنه ــ برأيه ــ “غير مسؤول” وقد ينعكس سلباً على أداء المنظومة الأمنية.

وقال جارلتس لـبكرا: “نحن أمام قرار قد تكون له تبعات خطيرة على عمل الموساد وثقة الجمهور به. هذه ليست مجرد خطوة إدارية، بل قرار سياسي يمسّ مؤسسة حساسة جداً”.

"قضية أوري ألكمّيس" تعود إلى الواجهة

وأشار جارلتس خلال اللقاء إلى قضية الفتى الإسرائيلي أوري ألكمّيس، الذي اعتُقل في الماضي بشبهة تجسس. وبحسب رواية جارلتس، فإن القضية أثارت أسئلة صعبة حول طريقة التعامل مع الفتى وظروف اعتقاله قبل إطلاق سراحه لاحقاً.

وأوضح أن ألكمّيس نشر اليوم تعليقاً على منصة X علّق فيه على تعيين غوفمان، قائلاً إنه يشعر بأنه “تُرِك وحيداً” خلال تلك الفترة، وإن تجاربه الشخصية تجعله يشكك في قدرة غوفمان على حماية عناصر الجهاز في الميدان.

ويؤكد جارلتس أن تصريحات ألكمّيس “تستحق تحقيقاً معمقاً”، لكنه يشدّد في الوقت نفسه على أن هذه “رواية طرف واحد” لم تعلّق عليها المؤسسة الأمنية بشكل رسمي حتى الآن.

جارلتس: على كبار مسؤولي الموساد إبداء موقف واضح

ويتابع جارلتس قائلاً: “إذا كان لدى كبار مسؤولي الموساد تحفظات على التعيين، فقد يكون من واجبهم التعبير عنها بوضوح. هذه لحظة حساسة تتطلب شجاعة مؤسسية”.

ويرى أن الضغوط الداخلية، إذا مورست، قد تدفع القيادة السياسية إلى إعادة النظر في القرار، قائلاً: “التاريخ يثبت أن نتنياهو يتراجع فقط عندما يواجه قوة منظمة داخل المؤسسات”.

خشية من تسييس أجهزة الأمن

ويعبّر جارلتس لـبكرا عن مخاوفه من أن يكون التعيين جزءاً من “اتجاه أوسع” يُضعف استقلالية المؤسسات الأمنية، مضيفاً: “هناك من يعتقد أن هذا قد يكون خطوة ضمن نمط سياسي أوسع لتغيير طبيعة العمل داخل الشاباك والموساد”.

ويؤكد أن النقاش الدائر اليوم “ليس شخصياً فقط”، بل يتعلق بمستقبل المنظومة الأمنية وعلاقتها بالقيادة السياسية.

ويختتم رون جارلتس حديثه لـبكرا: “الأيام المقبلة ستكون حاسمة. إما أن تُحسم هذه القضية بهدوء، أو أن تتحول إلى نقطة خلاف كبيرة داخل إسرائيل. المهم أن تتم العملية بشفافية كاملة وأن تُسمع كل الأصوات داخل المؤسسة الأمنية”.