آخر الأخبار

غزة والعرب بين سندان روسيا ومطرقة أمريكا

شارك

في فترة الحرب الباردة، كان العالم قطبين متنافرين: الاتحاد السوفييتي وأمريكا. واليوم لم يعد في العالم (عمليا) سوى أمريكا التي تتحكم بمصير العالم دون مواجهة من أحد ودون مساءلة أي من الدول الكبرى. في السابق كان الاتحاد السوفييتي (الذي تحول اسمه الى روسيا بعد انهيار النظام الاشتراكي فيه) يستخدم لغة القوة ويهدد أمريكا، لدرجة ان الزعيم السوفييتي السابق، نيكيتا خروتشوف، نزع حذاءه وضرب به الطاولة في الأمم المتحدة مهدداً أمريكا بسبب أزمة خليج الخنازير، ونشر صواريخ نووية أمريكية في كوبا عام 1962وبعدها تراجعت أمريكا، التي لا تفهم إلاّ لغة القوة.

مجلس الأمن الدولي، تبنى قبل فترة الاقتراح الأميركي، الذي يدعم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، رغم أن مشروع الاقتراح الروسي بهذا الشأن كان أفضل من الاقتراح الأمريكي، لكن لم تهتم به مجموعة الدول العربية والإسلامية. مجلس الأمن أصدر القرار رقم 2803 والذي حظي بتأييد 13 دولة، وامتناع روسيا والصين عن التصويت واللتين لم تستعملا حق الفيتو لنقض القرار. حتى الجزائر المعروفة بتأييدها المطلق للقضية الفلسطينية صوتت لصالخ القرار الى جانب دول عربية وإسلامية، مما أثار استغراب المراقبين والمحللين.

البروفيسور الأمريكي جون ميرشايمر استاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو قال، إنه أصيب بالذهول عندما وجد مجموعة الدول العربية والإسلامية ترفض المشروع الروسي لغزة الذي كان يؤمن الحد الأدنى من القليل القليل من حقوق الشعب الفلسطيني وتصطف خلف مشروع ترامب، الذي لا يختلف اثنان على أنه مشروع أميركي إسرائيلي، يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

حتى أن البروفسور ميرشايمر ذهب الى ابعد من ذلك في صدمته بقوله: ان موقف الجزائر كان قمة الصدمة لديه وهو لا يستطيع فهم هذا الموقف، لكنه يفهم أن يمتنع الروس والصينيون عن التصويت بعد غياب اي وجود عربي أو إسلامي إلى جانبهم، حينها قررت روسيا والصين عدم الصدام مع ترامب طالما أن محمود عباس نفسه صوت لجانب القرا الأممي.

قبل الحرب الأخيرة بين ايران وإسرائيل تحدثت معلومات عن رفض روسيا تزويد إيران بطائرات سو ٣٥ بذريعة حاجتها لها في الحرب في أوكرانيا، علماً بأنها سلمت هذه الطائرات للجزائر. لماذا؟ لأن الجزائر لا تهدد أمن إسرائيل. ومعلومات أخرى تحدثت عن تسليم روسيا لإسرائيل وأميركا معلومات استخباراتية تتعلق بشبكة الدفاع الجوي الإيراني وهو ما أدى إلى نجاح إسرائيل في ضربها لإيران في اليوم الأول للحرب.

هذه ليست المرة الأولى التي تخدع فيها روسيا العرب. يقول التاريخ أن روسيا في عهد يلتسن وغورباتشوف، قدمت للأمريكيين كل خرائط العراق العسكرية، ما سمح للأميركيين بتدمير العراق. ولا ننسى خداع السفير السوفياتي لعبد الناصر عشية حرب حزيران عام 1967.

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا