بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الموافق الثاني من كانون الأول، وجّه د. غزال أبو ريا رسالة إنسانية – تربوية للمؤسسات والهيئات التربوية والاجتماعية والمجتمعية، مؤكدًا أن هذا اليوم يحمل مسؤولية مضاعفة تجاه واحدة من أهم شرائح المجتمع، وأن العمل الحقيقي يبدأ من البرامج اليومية وليس فقط من الاحتفالات الرمزية.
التزام المؤسسات: رؤية لا فعالية ليوم واحد
وقال د. أبو ريا إن هذا اليوم يجب أن يتحول إلى محطة تفكير وإعادة صياغة للمناهج والنشاطات داخل المدارس والمؤسسات، داعيًا إلى اعتماد رؤية تربوية تضمن مشاركة الطلاب ذوي الإعاقة في جميع مسارات الحياة التعليمية والاجتماعية، لا بوصفهم متلقين فقط، بل شركاء فاعلين.
وأشار إلى ضرورة أن تُبنى البرامج على عمل مهني طويل الأمد يشمل:
• تخطيط سنوي لفعاليات الدمج داخل المدارس.
• تدريب الطواقم على مهارات التعامل والاحتواء.
• تصميم بيئة تعليمية آمنة، داعمة وخالية من الوصم.
• إنشاء مجموعات قيادية تشرف عليها إدارات المدارس بمشاركة الأهالي.
رسالة للمجموعات الطلابية والمجتمعية
وشدّد د. أبو ريا في رسالته على أهمية القوة التربوية للمجموعات داخل المدارس والمجتمع، معتبرًا أن المجموعة هي البيئة الأكثر تأثيرًا في تشكيل الوعي.
وأكد أن توجيه رسائل مدروسة للمجموعات – طلابًا ومعلمين وأهالي – يساعد في بناء ثقافة احترام وتعاون وتقبّل، قائلًا:
“المجموعة التي تتعلّم قيم الدمج والمساواة تبني جيلاً لا يرى الإعاقة حاجزًا، بل يرى الإنسان أولاً.”
دمج حقيقي… وفعل يومي
وأضاف د. أبو ريا أن العلاقة مع ذوي الإعاقة يجب أن تتجاوز حدود التعاطف إلى فعل يومي:
• إشراكهم في مشاريع الصف.
• منحهم مساحة للتعبير عن آرائهم.
• بناء مجموعات دعم داخل المؤسسة.
• توفير منصات للنجاح، سواء في الرياضة أو الفنون أو القيادة الطلابية.
وأكد أن أي نشاط أو برنامج يجب أن يركز على قدرات الإنسان لا على إعاقته، وعلى بناء بيئة تُشعره بالكرامة والانتماء.
رسالة إنسانية وبُعد مجتمعي
وقال د. أبو ريا إن المجتمعات التي تستثمر في ذوي الإعاقة هي مجتمعات راقية، تتحرك نحو العدالة والتكافؤ، مشيرًا إلى أن الدمج الحقيقي ينعكس مباشرة على مستوى التماسك المجتمعي، وعلى الشعور بالأمان والانتماء لدى الأطفال والأهالي على حدّ سواء.
وأضاف:
“من حق كل شخص أن يجد المكان الذي يعبّر فيه عن نفسه. ومن واجب المؤسسات أن تفتح هذا المكان، وأن تدعم، وأن ترى بذور الإمكانيات قبل أن ترى التحديات.”
وختم د. غزال أبو ريا رسالته بالقول:
“لنُحوّل هذا اليوم إلى بوابة لعمل مستمر. ولنعمل معًا – مدارس، سلطات، مراكز جماهيرية – كي نبني مجتمعًا يحتضن كل أبنائه. فالمؤسسة التي تؤمن بالإنسان، ترى قدرته وتسمع صوته، هي المؤسسة التي تبني مستقبلًا أفضل للجميع.”
المصدر:
كل العرب