صفقة مقاتلات F-35 بدون شروط والتطبيع مقابل دولة فلسطينية/ بقلم: أحمد حازم

مصدر الصورة

كثيراً ما حاول الرئيس الأمريكي الضغط على السعودية بطرق مختلفة للانضمام الى "اتفاقات أبراهام"، لكنه فشل. وكثيرا ما حاولت إسرائيل ابتزاز السعودية والضغط أيضا على ترامب لعدم بيع السعودية مقاتلات أف 35 المتطورة، لكن الفشل كان نصيبها. الرئيس الأمريكي اتخذ قرار الموافقة على البيع دون أن يحسب أي حساب لإسرائيل .

ترامب هو رجل استثمار وليس رجل سياسة، وما يهمه هو المال بالدرجة الأولى. صحيح ان إسرائيل "الابنة المدللة" عنده، لكن الاقتصاد الأمريكي أهم من نتنياهو وإسرائيل . فلا يمكن معارضة بيع 48 طائرة أف 35 للسعودية والتي ستجلب للاقتصاد الأمريكي مئات ملايين الدولارات إكراماً لإسرائيل، أو إكراماً لـ "أبو يائير".

ويبدو ان ترامب "حسبها ألف مرة" قبل الموافقة عالصفقة أو منعها. السعودية أفهمت الإدارة الأمريكية، انها تريد شراء هذه الطائرات مقابل المال وبدون شروط مسبقة. القناة 12 العبرية اجرت اتصالاً مع شخصية سعودية رفضت الكشف عن اسمها، حيث أكدت هذه الشخصية أن السعودية ترفض إقامة علاقات مع إسرائيل "ولن يكون هناك تطبيع معها دون استيفاء الشرط الأساسي الذي وضعناه : حل الدولتين على أساس حدود عام 1967″

هذا التصريح يأتي عشية سفر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب. السعودي الذي تحدث مع القناة العبرية، أفهم ترامب (نيابة عن بن سلمان) أن الولايات المتحدة كانت وستظل حليفًا استراتيجيًا، ولذلك فان صفقة بيع طائرات الشبح الأمريكية إف-35 هي في ملعب ترامب. فإذا وافق كان عقلانياً وربح الصفقة وإذا لم يوافق فهذا لا يهم، لأن السعودية ستشتري أسلحة متطورة من دول أخرى.

ترامب اتخذ القرار الصحيح وهو الموافقة، الأمر الذي أفقد إسرائيل صوابها، لأن " القدرات المتقدمة لمقاتلات F-35 في مجالات الكشف ومعالجة البيانات والأنظمة الشبكية تمنح إسرائيل أفضلية غير مسبوقة مقارنة بأي دولة إقليمية أخرى وامتلاك السعودية للطائرة نفسها قد يحد من هذا التفوق العملياتي.."

كافة رؤساء الولايات المتحدة ضمنوا تفوقًا عسكريًا نوعيًا لإسرائيل في الشرق الأوسط ولا سيما على الدول العربية في المنطقة من خلال بيعها أسلحة أمريكية أكثر تطورًا، لكن ترامب كسر المعادلة وفضل المال السعودي على التفوق العسكري الإسرائيلي.

السؤال الذي يطرح نفسه، عما إذا كانت هناك شروط سرية لهذه الصفقة، خصوصاً وأنها تسقط لأول مرة في تاريخ إسرائيل نظرية تفوقها العسكري في المنطقة (باستثناء النووي) أم أن المال السعودي هو فقط ثمن الصفقة؟