آخر الأخبار

د. هوازن يونس لبكرا: تمثيل النساء شرط أساسي لمواجهة أزمات مجتمعنا

شارك

يشهد المشهد السياسي في المجتمع العربي تطورًا واضحًا في مجال التمثيل النسائي، حيث يبرز حضور المرأة في مواقع القرار بشكل متزايد. في هذا السياق، تأتي خطوة ترشح رولا داوود ونيفين أبو رحمون لرئاسة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية كإشارة قوية على الدور المتنامي للنساء في قيادة المؤسسات السياسية والمجتمعية، ما يعكس رغبة متزايدة في إشراك المرأة في صنع القرار وتمثيل المجتمع العربي بكافة أجياله.

في حديث لموقع بكرا، أكدت د. هوازن يونس، الباحثة والمحاضرة الأكاديمية، أن مجتمعنا يعيش اليوم مفارقة كبيرة، يمكن تلخيصها بتعبيرها: "نساء فوق القمر ورجال تحت الشمس".

"تحقق النساء إنجازات أكاديمية ومهنية وريادية تمتد إلى فضاءات واسعة من العلم والعمل والقيادة، بينما تُدار مؤسسات اتخاذ القرار كما لو أن الشمس لا تشرق إلا على الرجال"، تقول د. يونس، مشيرة إلى أن الفجوة بين واقع النساء وقدراتهن وبين تمثيلهن السياسي والاجتماعي ليست مجرد حالة عدم مساواة، بل إعاقة حقيقية لقدرة المجتمع على معالجة أزماته، خصوصاً أزمة العنف.

تمثيل النساء ضرورة بنيوية

تؤكد د. يونس أن تمثيل النساء في اللجنة القطرية العليا لمتابعة قضايا المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل ليس رمزيًا، بل ضرورة بنيوية، خصوصًا في ظل تفشي ظاهرة العنف وجرائم السلاح التي تهدد الأبرياء وتضعف مناعة المجتمع.

"استمرار تغييب المرأة عن مواقع القيادة يعكس نقصًا جوهريًا في مفهوم العدالة، فالعدالة لا يمكن أن تُبنى بنصف مجتمع، كما لا يمكن مواجهة العنف باستخدام أدوات الإقصاء نفسها التي تغذّيه".

الإقصاء شكل من أشكال العنف

وترى د. يونس أن إقصاء النساء من مواقع صنع القرار لا يمثل مجرد مشكلة تمثيلية، بل هو شكل من أشكال العنف الممنهج: "كيف يمكن للجنة تعنى بمواجهة العنف أن تُدار عبر أدوات تتجاهل النساء؟ أي مقاربة جدية لمواجهة العنف المجتمعي يجب أن تبدأ بتفكيك الفوارق البنيوية التي تضع النساء خارج مركز الفعل والتأثير".

قوة التنوع وأثره

وأضافت أن الأبحاث والممارسات العالمية أثبتت أن التنوع في مؤسسات القيادة، بما يشمل النساء، ينتج قرارات أوسع وأكثر شمولاً، ويسهم في فهم أعمق لاحتياجات الفئات المستضعفة. "العمل النسوي المحلي أثبت قدرته على إحداث تحولات تربوية واجتماعية، وحماية النساء المعنفات، وإدماج النساء في مجالات لم يخضنها سابقاً. هذا العمل لم يكن هامشياً، بل كان في قلب بناء التغيير".

واعتبرت د. يونس أن ترشح نيفين أبو رحمون ورولا داوود لرئاسة اللجنة القطرية العليا خطوة مهمة: "هذا الترشح ليس منافسة على منصب فقط، بل إعلان واضح لانتقال النساء من هامش النقاش إلى مركز القرار، ورفض لاستمرار معادلة تُقصي النساء رغم امتلاكهن المعرفة والخبرة والشرعية المجتمعية".

التمثيل ليس مطلبًا نسويًا بل شرطًا للمجتمع

وتختتم د. يونس حديثها بالتأكيد على أن تمثيل النساء ليس مطلبًا نسويًا، بل شرط أساسي لبناء مجتمع قادر على مواجهة أزماته وصياغة مستقبل أكثر عدالة وأمانًا: "حتى في عام 2025، ما زلنا نناقش مشاركة النساء في واحدة من أهم مؤسسات القيادة المجتمعية، وهذا يشير إلى فجوة مؤلمة بين التقدم التعليمي والعلمي وبين البنية السياسية والاجتماعية التي لم تواكب هذا التقدم. حان الوقت لطي صفحة التمثيل الناقص وفتح الباب أمام حضور فعلي للنساء في مراكز النفوذ وصنع القرار".

بكرا المصدر: بكرا
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا