الطب، القانون، ورسالة واحدة
الدكتور يوسف عوني مدير مركز الطب الاستشاري “ابراج الناصرة” كلاليت – يجمع بين جراحة العظام، الإدارة، القانون، والأكاديميا، ويقود رؤية للطب المجتمعي المتطور، الإنساني والمُتاح للجميع.
الدكتور يوسف عوني، مدير المركز الطبي الاستشاري التابع لكلاليت في الناصرة، هو شخصية فريدة في المشهد الطبي في إسرائيل: طبيب عظام، محامٍ، مدير رفيع المستوى وأكاديمي. بدأ مسيرته بدافع من شعور عميق بالرسالة الإنسانية، ومنذ سنوات دراسته الأولى في الطب أدرك أن جراحة العظام هي المجال الذي يمكنه فيه الدمج بين الدقة العلمية، التفكير الجراحي والنهج الإنساني. خلال عمله لاحظ الصعوبات التي يواجهها المرضى في التعامل مع القضايا القانونية بعد الحوادث، فقرر توسيع معرفته في مجال القانون، وهو دمج جعله حلقة وصل بين عالمي الطب والقانون.
أنهى تخصصه في جراحة العظام في المركز الطبي “هعيمك”، ومن هناك واصل تولي مناصب إدارية رفيعة في كلاليت، من بينها إدارة خدمات العظام في لواء الشمال، إدارة مركز الطب الاستشاري “ابراج الناصرة”، ومساعد نائب المدير العام لشؤون المجتمع. بالتوازي، بنى مسيرة أكاديمية كمحاضر سريري في كلية الطب في صفد، ومستشار العميدة لشؤون المجتمع العربي، ومدير مركز الصحة العامة والبيئة، وعضو في اللجنة الاستراتيجية لمرض السكري.
التحول المحوري في مسيرته كان إدراكه أن الدمج بين الطب والقانون يمكن أن يحسّن حقوق المرضى ويؤثر إيجابًا على جودة الرعاية. منذ ذلك الحين، يعمل كوسيط بين المجالين، مع الحفاظ على المهنية، الأخلاق والرؤية النظامية الواسعة.
اختياره العمل في الطب الاستشاري جاء من الرغبة في التأثير على المستويين الشخصي والنظامي من خلال العلاقة المباشرة مع المرضى والفرق الطبية، ومن خلال تطوير خدمات مبتكرة وتطبيق عمليات تنظيمية متقدمة. يرى الدكتور عوني أن الدمج بين الطب، الإدارة والأكاديميا هو المحرك المركزي في مسيرته.
من بين المشاريع البارزة التي قادها: إنشاء خدمات جديدة في مركز الطب الاستشاري ابراج الناصرة، مثل خدمة علاج التصلب المتعدد، المعهد الأورام المجتمعي، ومركز التأهيل المجتمعي الذي سيفتتح قريبًا. هذه المشاريع تُجسّد رؤيته لطب متطور، متاح ومتمركز حول الإنسان في قلب المجتمع.
اليوم، يترأس الدكتور يوسف عوني المركز لأبحاث الصحة والبيئة في كلية الطب بجامعة بار إيلان، حيث يركّز على أبحاث الصحة العامة، تطبيق التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في الطب، وتطوير نماذج لتحسين جودة الطب الاستشاري في المجتمع.
نهجه يرتكز على الجمع بين رؤية سريرية دقيقة وتفكير شامل، مع التركيز على الإنسانية، المسؤولية والقياس العلمي.
في رؤيته المستقبلية، يتوقع أن ينتقل مركز الثقل الطبي من المستشفيات إلى المجتمع، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي لتحسين الإتاحة، استمرارية العلاج والجودة السريرية. يؤمن بأن دور المديرين الطبيين سيكون قيادة طب شخصي، متاح وتشاركي، مع تمكين الفرق متعددة التخصصات وتعميق التعاون بين المجتمع والمستشفى.
تشمل شراكاته المهنية مستشفيات في الشمال والوسط مثل هعيمك، بيلينسون وكرمل، بالإضافة إلى تعاون أكاديمي مع كلية الطب في صفد ومؤسسات في كندا في مجالات الصحة العامة، التكنولوجيا الطبية والذكاء الاصطناعي.
كل هذه الجهود تنبع من إيمان عميق بإمكانات الابتكار في إحداث تغيير حقيقي في ملامح الطب المجتمعي.
ولو لم يكن يعمل في الطب، لكان وجد طريقه في مجال القانون، الأكاديميا أو السياسات العامة أي مجال يتيح التأثير، الإصغاء، الفهم وبناء مجتمع أكثر عدلاً واحتواءً
المتحدّث باسم كلاليت إيهاب حلبي
المصدر:
كل العرب