شنت السلطات الإسرائيلية اليوم (الاثنين) حملة هدم غير مسبوقة في القرى البدوية غير المعترف بها في النقب، ضمن ما تسميه "عملية نسر الجنوب 3"، وزعت خلالها مئات أوامر الهدم على منازل وأراضٍ يعيش فيها آلاف المواطنين العرب منذ عقود.
وشهدت القرى الواقعة قرب قاعدة نبطيم انتشارًا مكثفًا لفرق التفتيش ومركبات تابعة لسلطة أراضي إسرائيل، التي وصفت السكان بـ"متسللين إلى أراضي دولة"، في حين يؤكد الأهالي أن هذه الأراضي مملوكة لعائلاتهم قبل قيام الدولة وأن السلطات ترفض الاعتراف بملكيتهم أو تزويدهم بالبنى التحتية الأساسية.
وقال أحد سكان قرية أبو قرينات، وهو أب لثلاثة أطفال، إن طواقم التفتيش علقت على منزله إنذارًا جديدًا رغم تعهدات سابقة بعدم الهدم. وأضاف: "بيتي مؤقت وصغير بجانب بيت والدي، وكل ما طلبناه هو انتظار تجهيز القسائم القانونية، لكنهم يريدون تهجيرنا من أرضنا".
عشرات الأوامر
من جهته، أكد نائب رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، معيقل الهواشلة، من قرية الغرّة، أن عشرات العائلات تلقت أوامر هدم في يوم واحد، فيما وزعت طواقم المراقبة أوامر إضافية في قرى مثل الزرنوق. وقال: "ما يحدث هو تصعيد خطير، هجمة منظّمة تستهدف اقتلاع الناس من أرضهم".
وفي بيان للمجلس، جاء أن "الحملة تعكس سياسة عنصرية واضحة تُدار بإيعاز من الوزير بن غفير، الذي يحوّل معاناة البدو إلى مادة انتخابية"، مضيفًا أن الحكومة "تسعى إلى إظهار ما تسميه فرض السيادة بينما تُنتج واقعًا من الفقر والاقتلاع والتمييز".
وختم البيان بالتأكيد على أن "الرد على هذه الهجمة يجب أن يكون بتوحيد الصفوف ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف عمليات الهدم التي تهدد آلاف المواطنين، وإقرار حقهم في السكن الكريم والاعتراف بقراهم بدل معاملتهم كمعتدين على أرضهم".
المصدر:
بكرا