بداية أتوجه بكل التقدير والامتنان والمحبة للكم الهائل من الناس الذين بادروا للاتصال من مختلف انحاء البلاد من أقصى جنوبها وحتى أقصى شمالها ومن خارجها داعين لترشحي لرئاسة لجنة المتابعة العليا. شكّلت هذه الاتصالات بالنسبة لي تزكية شعبية للترشح وحصريا من أوسع الأوساط الشبابية ومن الناشطات والناشطين في الحراكات الشعبية. إنني أعتبر هذه الثقة هي أكبر وأهم ما أملك. وإذ كنت أكدت على نيّتي بالترشح فإنني أشارك الجميع بقراري:
1. باعتقادي لو كان القرار بيد جماهير الشعب لكان الأمر محسوما نحو التجديد والنهضة في البناء المؤسساتي للمتابعة ودورها، بينما تختلف اعتبارات عدد من مركّبات المتابعة من أحزاب وحركات سياسية ورؤساء سلطات محلية. وللحقيقة فإن اعتبارات كل طرف من مركبات المتابعة هي اعتبارات شرعية بمفهوم حق كل اطار في اتخاذ قراره السيادي سواء اقتنعتُ به أم لا، ولا يوجد أي اعتراض على هذا الحق. في هذا السياق أّنبّه الى ضرورة الامتناع عن اي اخضاع لانتخاب رئيس المتابعة لصالح اعتبارات الترتيبات لخوض انتخابات للكنيست.
2. لقد قمت في الأسابيع الماضية ولغاية الساعات الاخيرة، بالتواصل الواسع و بالتشاور مع الاحزاب والحركات من ناحية، ومع صديقات وأصدقاء كثر، ورغم الحصول على تزكيات تكفي للترشح وفقا لدستور المتابعة وتوصلت إلى الاستنتاج بعدم الترشح حاليا، مع الابقاء على فرص لاحقة.
3. إن العدول عن ترشحي لا علاقة له بمواصلة العمل للتأثير بأدوات أخرى نحو بناء لجنة المتابعة فالتأثير والتغيير لا يتوقفا عند الموقع فحسب، بل من خلال الدفع للحراك الجماعي التشاركي الوطني والمجتمعي الغيور. كما أنني أتمنى أن تكون هيئات المتابعة أكثر انفتاحا وإجراءات الانتخابات بروح أداءٍ سليم أكثر شفافية وانكشافا وتشاركية من مجرد نصوص دستورية لا تعرف الناس عنها شيئا.
4. اعتز بكل صوت وموقف وكلمة من الآلاف من كل حدب وصوب ممن دعموا ترشّحي، واعتبر هذه الأصوات أمانة أحملها أينما حللت وفي كل موقع وسعيا للتغيير نحو غد أفضل. إنها أصوات من مختلف الأوساط المجتمعية التي تعبر عن قناعتها بأهمية هذه الهيئة الكيانية وعن ثقتها بي، عنوانا للتغيير والتجديد وبناء القدرات المؤسساتية الذاتية وتحديث لجنة المتابعة وبالاساس علاقتها بالناس وفتح المجال لأوسع تشاركية سياسية وفي الشأن العام الوطني والاجتماعي. لقد صغت بمبادرتي خطوطا لبرنامج عمل متكامل أطلعت عليها الاحزاب والحركات المعنية، وسأقوم بنشره ليكون في خدمة الجميع للاطلاع والاضافة والنقد.
5. انها مناسبة كي اعبّر عن عميق تقديري للصديق العزيز صاحب الصيت العلمي العالمي برفيسور علي فطوم Ali Fattom الذي بادر من الولايات المتحدة الى حملة ترشيحي للجنة المتابعة.
6. إنها مناسبة كي أعبّر عن تقديري الكبير للاخ والصديق محمد بركة Mohammad Barakeh الذي ينهي مهامه بعد مسيرة عطاء لا يتوقف.
7. ونبقى في الساحة ومع الناس في مسيرتها فعلى هذه الارض ما يستحق الحياة..
مع تقديري ومحبتي
المصدر:
كل العرب