أطلقت مؤسسة منبت المقدسية، أعمال المؤتمر السنوي الثاني لأبحاث القدس (EJ-ARC 2025)، في متحف التراث الفلسطيني في حي الشيخ جراح، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين الفلسطينيين.
مصدر الصورة
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على قضايا القدس من زوايا أكاديمية وثقافية متعددة، تجمع بين التاريخ والهوية والسياسات الاجتماعية، من خلال جلسات بحثية وعروض ملصقات علمية تتناول الواقع المقدسي وتحدياته الراهنة.
وتضمن برنامج المؤتمر أربع جلسات رئيسية، تناولت الأولى موضوعات تتعلق بالمدينة وأصواتها، ركّزت على تطور الصحة العامة والبنية التحتية في القدس خلال الفترة الأردنية، إلى جانب إشكالية تطوير سوق القطانين سياحيا.
أما الجلسة الثانية، فخصصت لعرض ملصقات بحثية تفاعلية تناولت تجارب وأصواتا فلسطينية متنوعة، وأتاحت للباحثين الشباب مساحة للتشبيك وتبادل المعرفة الأكاديمية وعرض نتاجهم البحثي.
وفي الجلسة الثالثة، التي حملت عنوان " ماذا لو تكلم البلاط ؟ "، ناقش المشاركون السرديات الحضرية المخفية في المدينة والهوية المكانية المهددة بفعل سياسات الاحتلال، وعن أهمية التوثيق والخروج من الحدود، فيما خصصت الجلسة الرابعة لعرض رؤى عن واقع المدارس في القدس وتحديات الهوية والانتماء الثقافي والابداع العاطفي.
وبدورها أكدت المعمارية ثراء قرش، المديرة المشاركة في مؤسسة "منبت"، أن المؤتمر يأتي استكمالا لمسار بحثي ومهني يهدف إلى مراكمة المعرفة والأدوات حول القدس وتطوير المجتمع المقدسي.
وأوضحت أن "منبت" تسعى إلى بناء مجتمع بحثي يجمع كوادر مهنية ومختصين من مجالات مختلفة، يعملون معا على إنتاج المعرفة وتبادل الخبرات، بما يعزز من المهنية الجماعية ويقوّي دورهم في بناء البلد والمجتمع.
من جانبها، قالت هبة صلاح الدين عسيلة، المديرة المشاركة في "منبت"، إن المؤسسة تعمل على تحديد الفجوات البحثية التي تعاني منها القدس، مثل نقص البيانات الحديثة حول قطاعات الصحة والتعليم والتخطيط، مشيرة إلى أن المؤتمر يوفر منصة علمية لعرض الأبحاث وتقديم بيانات جديدة تساعد في فهم واقع المدينة بشكل أعمق، والمساهمة في توجيه السياسات المستقبلية وتقديم حلول عملية قائمة على الأدلة لتطوير المجتمع المقدسي.
وسلط المؤتمر الضوء على الفرص المتاحة أمام الباحثين للمشاركة في جائزة إبراهيم الدقاق لأبحاث القدس، والنشر في مجلة "فصلية القدس" التي تُعنى بنشر الدراسات والأبحاث العلمية حول المدينة، بهدف تشجيع الإنتاج المعرفي المستدام وتعزيز الحضور الأكاديمي الفلسطيني في هذا الحقل.
وأكد المؤتمر على أن "المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ مجموعة من التدريبات المتخصصة وإطلاق أبحاث جديدة حول قضايا القدس، وعلى أهمية انخراط المجتمع المحلي بمختلف مكوناته في دعم هذا التوجه، سواء عبر الشراكات والتعاون أو من خلال الإسهام المادي وتبادل الخبرات والمشورة الأكاديمية والمهنية" .
كما أوصى المشاركون "بضرورة تحويل مخرجات البحث العلمي من مستوى النظريات إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، بما يسهم في تعزيز صمود المجتمع المقدسي وتطوير أدوات معرفية ومؤسسية قادرة على حماية الهوية الفلسطينية في المدينة" .
يذكر أن المؤتمر جاء بدعم عدد من الشركاء المحليين من أفراد ومؤسسات وبمشاركة واسعة من الباحثين الشباب ضمن مبادرة منبت التي تعنى بإنتاج المعرفة حول القدس وتعزيز الحضور الأكاديمي الفلسطيني في هذا المجال.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة