تحولت شوارع بلدة كفرياسيف اليوم إلى ساحة غضب جماهيري واسع، في مظاهرة حاشدة دعت إليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالتعاون مع المجلس المحلي، احتجاجًا على تصاعد العنف والجريمة في المجتمع العربي، وللمطالبة بتحرّك عاجل من مؤسسات الدولة لوقف سيل الدم المستمر.
انطلقت المسيرة من أمام قاعة فيرونا وجابت الشارع الرئيسي وصولًا إلى دوّار الحمامة، وسط مشاركة جماهيرية كبيرة ضمّت مئات المواطنين من مختلف البلدات العربية، إلى جانب قيادات سياسية ودينية واجتماعية.
تقدّم الصفوف رئيس المجلس المحلي عصام نعيم شحادة، ورئيس لجنة المتابعة محمد بركة، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية مازن غنايم، إلى جانب الشيخ رائد صلاح، وعضوي الكنيست منصور عباس وعايدة توما، وعدد من رؤساء السلطات المحلية. وأكد المتحدثون في كلماتهم أن ما تشهده البلدات العربية من جرائم هو نتيجة مباشرة لتقاعس الشرطة وتقصير الدولة في محاربة الجريمة المنظمة.
نبذ الخلافات الداخلية
رئيس مجلس كفرياسيف عصام نعيم شحادة دعا في كلمته أبناء البلدة إلى نبذ الخلافات الداخلية والاحتكام للصلح الأهلي، مؤكدًا أن “كفرياسيف ستبقى بلد التآخي والوحدة رغم كل محاولات تمزيق نسيجها الاجتماعي”.
وشدد المتحدثون على أن مظاهرة كفرياسيف ليست حدثًا محليًا فحسب، بل محطة جديدة في حراك وطني متصاعد ضد سياسات الإهمال، ورسالة واضحة بأن الشارع العربي لن يصمت بعد اليوم أمام الفوضى الأمنية والعنف المتفشي.
ورفع المشاركون اللافتات المندّدة بالجريمة والمنادية بالمحاسبة، فيما ترددت في الأجواء شعارات تطالب بـعدالة متساوية وأمن حقيقي لكل المواطنين. وأجمع المنظمون على أن هذه الصرخة لن تكون الأخيرة، وأن النضال سيستمر حتى استعادة الأمان في كل بلدة عربية من الجليل حتى النقب.