آخر الأخبار

بابا الفاتيكان... سلوكيات متناقضة بين السلف والخلف

شارك

كتبت عدة مقالات عن بابا الفاتيكان السابق والبابا الحالي، وكنت منصفا في تحليلاتي فيما يتعلق بالبابا السابق فرنسيس، القادم من الأرجنتين (أمريكا الجنوبية) والذي اشتهر بتنظيف الفاتيكان من الفساد الذي كان معشعشاً فيه، إضافة الى إصلاحات إدارية كثيرة لم يتجرأ أي بابا سابق على فعلها بعثت الحيوية مجدداً بالفاتيكان. صحيح أن البابا الحالي ليو الرابع عشر هو أمريكي المنشأ مثل سلفه لكنه شمالي الهوية، بمعنى انه من أمريكا ترامب، والفارق كبير بين الاثنين جنسية وممارسة رغم الانتماء لنفس القارة.
بعد انكشاف الفضائح المالية والاستثمارات في العقارات، وأشهرها كانت في لندن، أضافة الى العديد من الحسابات المصرفية الخارجية، والتي تم أغلاقها في عهد البابا السابق من أجل الشفافيّة المطلقة التي كان يطمح الى تحقيقها البابا فرانسيس، تقول المعلومات المتوفرة ان الرسالة الجديدة للبابا الحالي تحمل عنوان "Coniuncta Cura"، وهي مبادرة تلقائية للبابا ليون الرابع عشر بشأن الاستثمارات المالية للكرسي الرسولي. أي أنه من الآن فصاعدًا، لن يكون لمعهد الأعمال الدينية، ( IOR) أي حقوق حصرية على الاستثمارات التي أوصى به البابا السابق.
كان البابا فرنسيس يرغب بالفعل في عودة المعهد المالي للفاتيكان إلى غرضه الأصلي: "الغرض من المعهد المالي هو توفير حراسة وإدارة الأصول المنقولة وغير المنقولة التي تُنقل إليه أو تُعهد إليه من قِبل أشخاص طبيعيين أو اعتباريين والمخصصة للأعمال الدينية أو الخيرية". ماذا يعني هذا؟ واضح أن البابا الجديد نسف فكرة الإصلاح المالي للبابا السابق. هذا على الصعيد المالي.
وماذا على المستوى السياسي؟ البابوات الذين توالوا علي رأس الكنيسة الكاثوليكية دافعوا دائماً عن حقوق الانسان لكل البشر، والبابا فرنسيس أعلن بوضوح رفضه لحرب إسرائيل على غزة بعد أن طال القصف والتدمير للمساجد والكنائس. إلا ان البابا الحالي ليو الرابع عشر، اتخذ موقفا مغايراً حيث صرح في مقابلة له بأن: "الناس دأبت على إطلاق صفة الإبادة بصورة متكررة، وان هناك تعريف فني لمعنى الإبادة" وانه "ليس مستعدا لتصنيف حرب إسرائيل في غزة على انها إبادة جماعية".
هذا التصريح يتناقض مع ما قاله وفعله سلفه البابا فرانسيس، الذي دعا في عام 2024 "الى اجراء تحقيق في تهمة الابادة الجماعية"، كما ان البابا الجديد لم يهتم بالتقرير الصادر عن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، في16 ايلول/ سبتمبر الماضي، والذي اكد على "ان اسرائيل ترتكب ابادة جماعية في قطاع غزة، ودعا المجتمع الدولي الى وقفها واتخاذ اجراءات ضد المسؤولين عنها."
والسؤال الذي يطرح نفسه، عمّا إذا كان موقف البابا ليو الرابع عشر يعود لتوجيه من ادارة الرئيس ترامب، خصوصا وأن هذه الإدارة (كما قيل وقتها) بذلت كل جهدها من أجل انتخاب البابا الجديد، او أن موقفه نتيجة تأثير التغلغل الصهيوني في الفاتيكان؟

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا