شهدت الساحة الثقافية في إسرائيل موجة تحريض جديدة ضد مسرح سرد في حيفا بعد أن دعا وزير الثقافة ميكي زوهر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى وقف تمويل المسرح، بزعم أن عرضه الجديد "يُمجّد الإرهاب" ويتناول قصة "مقاتل يخطف جندياً".
وزعم زوهر في رسالته أن المسرح "تجاوز الخطوط الحمراء" بعرضه عملاً يقدّم مشاهد خطف، مطالباً بوقف الدعم الحكومي له فوراً. كما شارك الناشط اليميني شاي غليك، مدير منظمة "بتسلمو"، في الحملة التحريضية واصفاً المسرح بأنه "بيت للتحريض والكراهية"، داعياً إلى إغلاقه نهائياً.
ادعاءات مضللة ومس بحرية التعبير والفن
في المقابل، أصدر مسرح سرد بياناً رسمياً شديد اللهجة رفض فيه الاتهامات ووصفها بأنها ادعاءات باطلة ومحرّضة يقودها غليك، معبّراً عن أسفه لانخراط وزير الثقافة في "حملة التشويه" دون التحقق من الحقائق.
وجاء في البيان أن ما نشره غليك "ادعاءات باطلة ومحرّضة، متكرّرة في كل مرة يسعى فيها لتشويه سمعة المسرح"، مشيراً إلى أن تصريحاته "دُحضت سابقاً بعد التحقق من الحقائق". وأضاف أن غليك يتحرك بدوافع أيديولوجية متطرفة، ويستغل علاقاته السياسية لـ"افتعال الأكاذيب" ضد المؤسسات العربية، مؤكداً أن الوزير زوهر "انجرّ للأسف وراء التضليل".
وأوضح المسرح أن العرض الذي أثار الجدل، "ردّ اعتبار", هو عمل فني ساخر وناقد من إنتاج مركز تياترو، وهي مؤسسة مدعومة من وزارة الثقافة ومفعال هبايس، ويُعرض ضمن برنامج ثقافي شهري في المسرح يجمع فنانين من مختلف أنحاء البلاد. وبيّن أن المسرحية تتناول موضوعات الهوية والحرية والانتماء بطريقة فنية تتقاطع فيها الخيال بالواقع، نافياً بشكل قاطع أن تكون هناك أي دعوة أو تمجيد للعنف.
وأضاف البيان أن "ما يجري هو محاولة صريحة لتقويض حرية التعبير والإبداع وفرض رقابة سياسية على العمل الفني العربي"، محذراً من أن هذا النهج "يهدف إلى إسكات الأصوات النقدية وتقويض الفضاء الثقافي المشترك في حيفا".
وأشار المسرح إلى أن الهجوم الحالي ليس الأول من نوعه، بل يأتي امتداداً لحملات متكررة من قبل غليك ومنظمته "بتسلمو"، التي تواصل "نشر معلومات كاذبة وتحريضاً عنصرياً ضد المؤسسات الثقافية العربية". وذكّر البيان بأن المحكمة سبق أن نظرت في قضية رفعها غليك بنفسه وقررت أن تصريحاته "غير موثوقة".
كما تطرّق البيان إلى قضية الفنان نضال بدارنة، مؤكداً أن الفعالية التي نظّمها المسرح العام الماضي أُقيمت بشكل قانوني وبحضور الشرطة، رغم دعوات التحريض والتهديد من جهات يمينية متطرفة.
دعوة إلى وزير الثقافة
وفي ختام بيانه، دعا أيمن نحاس، المدير الفني لمسرح سرد، وزير الثقافة إلى "التحلي بالمسؤولية والتأكد من الحقائق قبل الانجرار وراء حملات التحريض"، معتبراً أن "جرّ وزارة الثقافة إلى سياسات الخوف والكراهية يشكل انزلاقاً خطيراً".
وأكد نحاس أن المسرح سيواصل رسالته كـ"بيت للإبداع الحر، ومساحة للحوار الثقافي المفتوح أمام الجميع"، مشدداً على أن الثقافة "وُجدت لتجسر بين المجتمعات لا لتفصل بينها"، وأن مسرح سرد سيبقى منصة للفن المقاوم والمستقل رغم كل محاولات القمع والتحريض.