عادل شديد لـ بكرا : اتفاق شرم الشيخ مهدد بالفشل ونتنياهو يماطل لتحقيق مكاسب سياسية

أكد المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد لموقع بكرا أن اتفاق شرم الشيخ يواجه صعوبات كبيرة تحول دون نجاحه أو تنفيذ جميع مراحله وبنوده، مشيرا إلى أن الخطة الحالية تختلف عن الاتفاقيات السابقة من حيث منهجية الإعداد والتنفيذ.

فرض المخطط

وأوضح أن الاتفاقيات السابقة كانت تقوم على مناقشة جميع النقاط والتوصل إلى تفاهم شامل قبل التوقيع، ثم البدء بتنفيذ البنود المتفق عليها، بينما اتبعت خطة ترامب أسلوبا مغايرا، إذ فرضت على الطرفين القبول بوقف إطلاق النار أولًا، ثم مناقشة التفاصيل لاحقا.

وأضاف شديد أن هذا النهج أدى إلى تأجيل العديد من القضايا الحساسة، مثل ملف الأسرى، الذي ظل عالقًا حتى لحظة تنفيذ عملية التسليم صباح الاثنين، مؤكدا أن ذلك يعكس هشاشة التفاهمات التي تم التوصل إليها.

واوضح أن المرحلة الحالية، المتعلقة بملف الجثامين، تشهد مماطلة من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يحاول استغلال الملف لتحقيق مجموعة من الأهداف السياسية، أبرزها التهرب من التزاماته في المرحلة الأولى من الاتفاق، وخاصة ما يتعلق بفتح المعابر وإدخال المساعدات.

وأشار إلى أن قرار إغلاق معبر رفح مؤخرا والاكتفاء بإدخال 300 شاحنة مساعدات بدلًا من 600، يؤكد نية إسرائيلية واضحة في تعطيل التنفيذ، رغم الحاجة الماسة لغزة التي وفق تقديرات دولية تتطلب نحو ألف شاحنة يوميًا لتلبية احتياجاتها الإنسانية، كما صرح الرئيس الفرنسي قبل يومين.

ارضاء الجمهور

ويرى شديد أن نتنياهو يسعى من خلال هذه المماطلة إلى إرضاء جمهوره الغاضب من وقف الحرب دون تحقيق أهدافها، خاصة أنه لم يحقق انتصارًا مطلقًا، ولم يعد الأسرى دون مفاوضات أو ثمن، كما لم ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف أن نتنياهو يحاول أن يوحي بأن الحرب لم تنتهِ بعد، وأن هدف تحقيق النصر ، مؤكدا في الوقت نفسه أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى إلى توجيه رسالة سياسية مفادها أن مخرجات مؤتمر شرم الشيخ لن تحدد ملامح المرحلة المقبلة، وأن القرار الحقيقي سيكون في الميدان وليس في المؤتمرات الدولية.

واكد شديد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تأبه للرأي العام أو للمعارضة الداخلية أو للمواقف العربية والدولية، بقدر ما تأبه لشخص واحد هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الموقف الأمريكي لا يزال غير واضح، وأن شخصية ترامب المتقلبة تجعل من الصعب الرهان على مواقفه المستقبلية أو على استمراره في دعم وقف إطلاق النار.