في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
انطلقت اليوم أعمال مؤتمر "حل الدولتين" في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، بحضور عدد من القادة والدبلوماسيين الدوليين، بهدف إيجاد مسار سياسي لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
وفي كلمة له خلال المؤتمر، أكد الرئيس الفرنسي أن الوقت قد حان للإفراج عن 48 رهينة تحتجزهم حركة حماس، مطالبًا بوقف الحرب في قطاع غزة فورًا. وأضاف الرئيس الفرنسي أن المجتمع الدولي لم يعد بوسعه الانتظار للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن وعد إقامة دولة عربية في فلسطين لم يتحقق حتى الآن.
وشدد ماكرون على تحمل المسؤولية الجماعية تجاه فشل الجهود السابقة في بناء سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، معبرًا عن صدمته من ما حدث في 7 أكتوبر 2023.
وأكد أن إسرائيل تواصل عملياتها في قطاع غزة بهدف معلن هو تدمير حركة حماس، لكنه شدد على أن حياة آلاف الغزيين لا تزال تتعرض للدمار. ولفت إلى أنه لا مبرر لما يحدث في غزة، مطالبًا بإنهاء الحرب لإنقاذ الأرواح.
وأوضح أن الاعتراف بالآخر وشرعيته وإنسانيته هو الحل الأمثل لوقف الدمار، مشددًا على ضرورة بذل كل الجهود للحفاظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين كطريق نحو السلام الدائم.
كما أعلن ماكرون اعتراف فرنسا بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذا الاعتراف يأتي كتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ليس زائدًا عن الحاجة، وأن الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتقص من حقوق الشعب الإسرائيلي.
وأشار إلى أن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية سيُرافقه اعترافات أخرى من دول متعددة، ما سيفتح الطريق لمفاوضات مفيدة للطرفين.
وأشاد الرئيس الفرنسي بالجهود التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة لإبرام صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أنه فور وقف إطلاق النار، يجب بذل جهد لإغاثة سكان القطاع.
كما أبدى استعداد بلاده للمساهمة في مهمة دولية لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، وأكد أن دولة فلسطين سيكون عليها توفير إطار ديمقراطي لشعبها لضمان الاستقرار والسلام.
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه يدعو جميع الدول العربية للاعتراف بدولة إسرائيل بمجرد قيام الدولة الفلسطينية.
كما أعلن أن فرنسا ستفتح سفارة في الأراضي الفلسطينية بعد إطلاق سراح جميع الرهائن والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة تعكس دعم بلاده الكامل لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السعودي خلال كلمة له، إن مؤتمر حل الدولتين يشكل فرصة تاريخية لتحقيق السلام في المنطقة. وأكد أن إسرائيل تواصل ارتكاب جرائمها الوحشية في غزة، بالإضافة إلى انتهاكاتها المستمرة في الضفة الغربية والقدس الشريف.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى كلمة ولي العهد السعودي التي شددت على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، داعيًا بقية الدول إلى اتخاذ الخطوة التاريخية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا أنه حق مشروع للفلسطينيين وليس مكافأة. وأضاف أن مدينة القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين، داعيًا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الاستيطان والانتهاكات في الضفة الغربية.
وأكد أن ما حدث في 7 أكتوبر لا يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، داعيًا لتجديد الالتزام الدولي بحل الدولتين، ومحملًا من يعرقل هذا المسار مسؤولية طرح بديل واقعي وعادل.
وألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابًا عبر تقنية الفيديو، ودعا فيه إلى وقف فوري للحرب، مؤكدًا أن الحصار والتجويع ليستا وسيلة لتحقيق الأمن.
وطالب عباس بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، والإفراج عن الرهائن، مشيدًا بالوساطة المصرية والقطرية والأمريكية، ومثمنًا مواقف مصر والأردن الرافضة لسياسات التهجير.
وأكد الرئيس الفلسطيني أن لا دور لحماس في غزة، داعيًا إياها وبقية الفصائل إلى تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية، مشددًا على أن الدولة الفلسطينية ستكون غير مسلحة.
كما طالب بوقف الاستيطان والضم وعنف المستوطنين، مدينًا الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات، والتصريحات حول "إسرائيل الكبرى"، ومؤكدًا التزامه بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام من انتهاء الحرب.
وجدد دعوته للدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للقيام بذلك، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين ما زالوا يعترفون بحق إسرائيل في الوجود.
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس الفلسطيني إسرائيل إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بهدف وقف شلال الدم، مشددًا على أن مستقبل الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يكمن في السلام، لا في الصراع.
وأضاف: "أقول للشعب الإسرائيلي إن مستقبلنا ومستقبلكم لا يمكن أن يكون إلا في إطار سلام عادل وشامل". كما شدد على رفض أي خلط بين التضامن مع القضية الفلسطينية والعداء للسامية، قائلًا: "نرفض معاداة السامية انطلاقًا من مبادئنا الأخلاقية والإنسانية".
كما أعلن الرئيس البرتغالي خلال كلمته في مؤتمر حل الدولتين اعتراف بلاده رسميًا بدولة فلسطين، مؤكدًا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
وأعلن أمس وزير الخارجية البرتغالي باولو رانجيل الاعتراف بدولة فلسطين. وفي وقت سابق، أعلنت كندا وبريطانيا وأستراليا اعترافها بدولة فلسطين.
وقال ألبير الثاني، أمير موناكو: "نعترف بدولة فلسطين كدولة، بموجب القانون الدولي".