نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا اعتبرت فيه أن الحكومة الإسرائيلية تخوض حربًا في غزة من دون هدف واضح، واصفة إياها بـ"المغامرة العسكرية" التي تفتقر لنقاش جدي حول عواقبها، بينما تروج لفكرة القضاء على حركة حماس.
وأشار التقرير إلى أن حماس تكبدت خسائر عسكرية، لكن الحكومة تتجاهل الحل السياسي. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل استعداداته لدخول مدينة غزة، من خلال تدريبات في مناطق سكنية قيد الإنشاء بعسقلان ونتيفوت وسديروت، إضافة إلى نشر قوات مدرعة جديدة في مناطق التجمع.
كما أوضح أن الجيش كثف هجماته في مدينة غزة لتسريع إخلاء السكان، في وقت كشفت فيه وزارة الدفاع عن أرقام "مقلقة"، أبرزها تسجيل أكثر من 20 ألف جريح حرب جرى تصنيفهم كمعاقين. وفي المقابل، أعلنت وزارة المالية عن تجاوز ميزانية الدفاع بنحو 30 مليار شيكل، وذلك قبل بدء أي مناورة واسعة في غزة.
التقرير أضاف أن الأعباء لا تقتصر على الجانب العسكري والاقتصادي، بل تمتد إلى محنة الرهائن، تصاعد المقاطعة الدولية، تراجع القدرة التصديرية لإسرائيل، تضرر التعليم الأكاديمي، واستمرار الضغط الكبير على الجنود وعائلاتهم.
ورأى أن المشكلة الجوهرية تكمن في غياب نقاش معمق حول التداعيات قصيرة وطويلة المدى، معتبرًا أن "إعلان القضاء على حماس ليس سوى خدعة سياسية من إنتاج نتنياهو".
ونقل التقرير عن مسؤولين أمنيين أن حماس لم تعد "جيشًا" بل منظمة حرب عصابات تعمل ضمن خلايا محدودة، مؤكدين أنه كان ينبغي لإسرائيل أن تعطي الأولوية للمسار السياسي. وأضاف: "حتى بعد مناورة في مدينة غزة، من المرجح أن يعود الوضع إلى نقطة البداية، والسؤال المطروح: ما هو الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل هذه المغامرة؟".