أقام مجمع اللغة العربيّة – حيفا يوم السّبت، 13 أيلول، مؤتمره السّنويّ بعنوان: "الحداثة وما بعد الحداثة في اللغة والأدب والثّقافة"، وذلك في فندق رمادا بمدينة النّاصرة، بحضور حاشد من الباحثين والأدباء والمثقّفين.
مصدر الصورة
اِنطلقت أعمال المؤتمر عند العاشرة صباحًا باستقبال المشاركين، ثمّ ألقت عريفة الحفل ديمة الجمل أبو أسعد، مركّزة الإعلام الرّقمي في المجمع، كلمة ترحيبيّة بالحضور. تلا التّرحيب محاضرة افتتاحيّة لرئيس المجمع بروفيسور مصطفى كبها بعنوان: "خطاب الحداثة وما بعد السّرديّات الحديثة"، تناول فيها مفهوم الحداثة باعتبارها ثورة على السّرديّات السّائدة وفتحًا لآفاق فكريّة جديدة، في مقابل ما بعد الحداثة الّتي تمرّدت على الحداثة نفسها دون أن تطرح بديلاً حقيقيًّا واكتفت بتفكيكها. كما توقّف عند أثر الحداثة الأوروبيّة على الثّقافة العربيّة، مستعرضًا تجربة طه حسين ومعاركه مع النّخب الفكريّة، ثمّ إسهامات لاحقة لمفكّرين أمثال أركون والجابري وإدوارد سعيد.
شهد المؤتمر عدّة جلسات علميّة؛ فقد ترأّس الجلسة الأولى الدّكتور سليم أبو جابر، وشارك فيها البروفيسور ياسين كتّاني والدّكتورة كوثر جابر. قدّم كتّاني مداخلة بعنوان: "الحداثة وما بعدها في القصّ المعاصر: إدوارد الخرّاط نموذجًا"، عرض فيها محاولات الخرّاط في كسر القوالب التّقليديّة وابتكار أشكال سرديّة جديدة، مستشهدًا بقصّة "على الحافة". فيما تناولت جابر ثِقَل الموروثيْن الدّيني والسّياسي في الحداثة العربيّة، مستدِلّةً برواية "المشوّهون" لتوفيق فيّاض (ستينيّات القرن الماضي)، الّتي طرحت صوت الفرد في مواجهة الجماعة وأحدثت قطيعة مع تقنيّات السّرد التّقليديّ.
أمّا الجلسة الثّانية فترأّسها الدّكتور رياض كامل، وشارك فيها البروفيسور إليانور صايغ حدّاد والدّكتور هارون شحادة. قدّمت حدّاد مداخلة في مجال اللّسانيّات، أوضحت فيها تحوّلات النّظر إلى اللغة من مرحلة ما قبل الحداثة إلى ما بعدها، حيث خضعت لمساءلة النّظم القائمة وتعدّد الخطابات. فيما استعرض شحادة تجلّيات الحداثة في الرّواية العربيّة من خلال تجربة الكاتب المغربي محمّد زفزاف، معتبرًا إيّاه مؤسِّسًا لتيّار حداثي في الرّواية المغربيّة، ومشيرًا إلى أنّ مفهوم "الحداثة" المشتقّ من الجذر (ح.د.ث) يدلّ على التّجديد والخروج عن المألوف، مع استحضار محاولات مبكّرة لدى شعراء الصّعاليك وأبي نواس.
واختُتم المؤتمر بتكريم ثلاثة من المبدعين ، حيث استعرض البروفيسور حسين حمزة ، نائب رئيس المجمع ، مسوغات منح جائزة التكريم لكل من المبدعين : الشّاعر تركي عامر، والباحثة في التّراث نائلة عزّام، والأديبة نبيهة جبّارين، وذلك في إطار النّهج الّذي ينتهجه المجمع بتقدير المبدعين ودعم عطائهم الثّقافي. وقد اختُتم اليوم بوجبة غداء جمعت المشاركين والحضور في أجواء من التّواصل الثّقافي والإنساني.
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة