في ختام القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم، تم الإعلان عن اعتماد البيان الختامي، وذلك استجابة لدعوة أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحضور عدد من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية، لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر.
وأكد البيان الختامي أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر يقوض أي فرص لتحقيق سلام حقيقي في المنطقة، مشددًا على أن هذا الهجوم "يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية".
وأدان القادة بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الجبان وغير الشرعي على دولة قطر، معتبرين أنه اعتداء على دولة ذات سيادة، وعلى دورها المحوري في الوساطة.
وأعرب البيان عن التضامن المطلق مع دولة قطر، مؤكدًا الوقوف معها في ما تتخذه من خطوات للرد على هذا العدوان، وحماية أمنها وسيادتها الوطنية.
كما حذر البيان من أن العدوان على مكان محايد للوساطة، مثل قطر، يقوض عمليات صنع السلام الدولية، ويزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي السياق ذاته، أكد البيان الختامي دعم جهود الوسطاء، ممثلين بقطر ومصر والولايات المتحدة، لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مشددًا على أهمية تنسيق الجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة، وإنهاء معاناة المدنيين.
وفي كلمته الافتتاحية، وجّه أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، انتقادات حادة إلى إسرائيل، قائلاً إن "إسرائيل كيان لا يعترف بأي حدود أو خطوط حمراء، ويسعى لفرض واقع جديد على الدول العربية".
ووصف الأمير الهجوم الإسرائيلي على الدوحة بأنه "عمل جبان وسافر، واعتداء صارخ على السيادة القطرية"، موضحًا أن "الدوحة تعرّضت لهجوم غادر في وقت كانت تل أبيب تشارك في وساطات لوقف إطلاق النار، بينما تغتال أطرافًا تفاوضية وتستهدف البلد الوسيط".
وأضاف أن حماس كانت بصدد دراسة مقترح أمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة وقت وقوع الاعتداء، مشددًا على أن قطر "لن تقف مكتوفة الأيدي، وستتخذ كل الإجراءات القانونية المتاحة للرد على هذا العدوان والدفاع عن سيادتها".
وأشار الشيخ تميم إلى أن إسرائيل "تستغل طول أمد الحرب في غزة لتوسيع الاستيطان، وتحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للعيش، إلى جانب محاولاتها زعزعة استقرار دول أخرى مثل سوريا ولبنان".
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "أي اعتداء على دولة عربية أو إسلامية هو اعتداء على الجميع"، داعيًا المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها، واتخاذ خطوات عملية لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.
وأكد عباس أن إسرائيل لا يمكن أن تكون شريكًا في أي مشروع لتحقيق الأمن والاستقرار، مشددًا على ضرورة وضع حد للعدوان المتكرر على فلسطين والدول العربية، بما في ذلك الهجوم الأخير على قطر. وأضاف أن مفتاح السلام يبدأ بإنهاء الاحتلال ووقف التهجير والاستيلاء على الأراضي.
كما عبّر الرئيس الفلسطيني عن تقدير بلاده لمواقف الدول العربية والإسلامية الداعمة للشعب الفلسطيني.
وحضر عدد من القادة العرب من بينهم:
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرئيس اللبناني جوزيف عون
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
الرئيس السوري أحمد الشرع
رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان
ملك الأردن عبد الله الثاني
وتغيب:
سلطان عمان هيثم بن طارق: مثّله شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع.
ملك المغرب: مثّله مولاي رشيد.
أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح: مثّله ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح.
رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: مثّله الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء.
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة: مثّله الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة.