آخر الأخبار

محاكمة نتنياهو تتجدد هذا الأسبوع وتدخل مرحلة قد تحسم كل شيء

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تسعة أشهر مرّت منذ ذلك اليوم التاريخي في 10 كانون الأول 2024، اليوم الذي فيه ولأول مرة في تاريخ الدولة أدلى أو بالأحرى بدأ في الإدلاء رئيس وزراء قائم بشهادته في محاكمته الجنائية.

نتنياهو يتحدث خلال جلسة للحكومة - الفيديو للتوضيح فقط - تصوير: مكتب الصحافة الحكومي

منذ ذلك الحين، وعلى مدى 36 يوم شهادة، في محاكمة ممتدة بلا نهاية، عرض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو روايته في مواجهة بنود لائحة الاتهام، اتهم سلطات إنفاذ القانون بحملة مطاردة وفبركة ملفات، ضرب بقبضته على طاولة الشهود، أطلق تصريحات ساخرة تجاه الادعاء، وتوجه إلى القضاة لكي يعبّر أمامهم، وفق رأيه، عن "حجم العبثية" في التهم المعلقة ضده.

وافادت وسائل اعلام عبرية أن " سلسلة من التأجيلات، في الأساس لدواعٍ أمنية ولكن أيضا لأسباب صحية، قادت إلى "إضاعة وقت" في المداولات التي توقفت مع خروج المحاكم إلى عطلتها" .

في بداية الأسبوع ستُستأنف المداولات، وحاليا يخيّم ظل جديد عليها: القضاة يطلبون تسريع الإجراءات وزيادة عدد الجلسات في الأسبوع، بينما محامو نتنياهو يعارضون ويقولون إنهم لن يتمكّنوا من ذلك: من المتوقع أن يُعقد النقاش في طلبهم يوم الاثنين القادم، وسيؤثر ذلك على استمرار المحاكمة.

خلال نصف السنة التي سُمعت فيها الشهادات الرئيسية لنتنياهو، والشهرين اللذين بدأت فيهما الشهادات المضادة، دخل قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب عشرات الزوار من وزراء وأعضاء كنيست جاؤوا لدعم نتنياهو، من بينهم تالي غوتليب، يؤاف كيش وإيتمار بن غفير، مرورا بسفير اليابان وحتى سفير الولايات المتحدة في إسرائيل .

ولكن حتى في العالم يجدون صعوبة أحيانا في متابعة وتيرة الأحداث وفهم أين تقف المحاكمة. فما الذي حدث حتى الآن؟ ما هي استراتيجية كل طرف؟ وماذا يفكر القضاة؟

شهادة نتنياهو تلغى عدة مرات
لا تُحصى أيام شهادة نتنياهو التي أُلغيت في هذه المحاكمة. في الواقع، مرة واحدة فقط سُمعت شهادته ثلاث مرات في الأسبوع كما كان يفترض أن يكون وفي كل مرة بذريعة مختلفة، منها ما هو مبرّر أكثر ومنها ما هو واه أكثر. ابتداء من تقصير يوم الشهادة بسبب إرهاق رئيس الحكومة، مرورا بزيارة إلى جبل الشيخ السوري وجولة علاقات عامة في كلية الشرطة، وحتى زيارة للبيت الأبيض واندلاع الحرب مع إيران.

الدروس التي استخلصها القضاة
القضاة من جهتهم، كما يبدو، يفعلون كل ما في وسعهم للحفاظ على وجوه محايدة. الحادثة التي سُرّب فيها حديث الوساطة المغلق الذي أوصوا فيه للنيابة بالعدول عن تهمة الرشوة ما زالت محفورة فيهم. رغم أنهم بين الحين والآخر فقدوا صبرهم وضغطوا على المحامي حداد، ممثل نتنياهو، ليُسرع ويُجمّع البنود، بل وقيّدوا مدة التحقيق الرئيسي يمكن القول إنهم كانوا متساهلين. شهادة نتنياهو في التحقيق الرئيسي امتدت على مدى 29 يوما وهي مدة تُعتبر طويلة بشكل خاص، هذا من دون أن نذكر 36 مرة أُلغيت فيها الجلسات.

القضاة يأملون في تسريع المحاكمة، بل فرضوا على نتنياهو ومحاميه أمرا واقعا: مع انتهاء العطلة في الأسبوع المقبل ستُسمع شهادته ثلاث مرات في الأسبوع، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الجلسات الأسبوعية (بما في ذلك سماع شهادات أخرى) إلى أربع. ومن المشكوك فيه جدا أن يحدث ذلك فعلا، نظرا إلى تاريخ إلغاءات نتنياهو. حتى في هذه الحالة، من المتوقع موكب من مسؤولين كبار يصعدون إلى المحكمة ويعرضون مستندات سرية لتبرير إلغاء أيام شهادة رئيس الحكومة.

الطريق نحو نهاية المحاكمة ما زال طويلا
لم تمر سوى خمسة أيام من التحقيق المضاد حتى الخروج إلى عطلة المحاكم، وهو الجزء الذي يُضطر فيه نتنياهو لمواجهة تعارض روايته مع رواية النيابة، وهو تحقيق يقوده المدعي الإقليمي للضرائب والاقتصاد، المحامي يوناتان تدمر. هذه المرحلة تُعتبر ذروة أخرى في محاكمة تُدار ببطء شديد، حيث يواجه تدمر نتنياهو بالحقائق والشهادات من أجل دحض روايته. فكيف يُتوقّع أن يبدو التحقيق المضاد لنتنياهو؟ وما هي استراتيجيات الأطراف؟

بعد عطلة المحاكم، سيستمر التحقيق المضاد لنتنياهو لأسابيع طويلة. بعد انتهاء هذا الجزء، ستُستدعى شخصيات أخرى للإدلاء بشهاداتها، بعضها من كبار المسؤولين الذين عملوا مع نتنياهو، مثل رؤساء طاقمه أو مستشارين إعلاميين سابقين، ومن المتوقع أن تضيف شهاداتهم أبعادًا إضافية على الصورة الكاملة للقضايا.

في نهاية مرحلة الإثبات، سيكون على المحكمة أن تقرر ما إذا كانت النيابة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن نتنياهو ارتكب الجرائم المنسوبة إليه: الاحتيال وخيانة الأمانة في القضايا الثلاث، والرشوة في القضية 4000.

التحقيق المضاد لنتنياهو يُعتبر لحظة الحقيقة في المحاكمة. هنا يُختبر مدى قوة روايته مقابل الأدلة التي جمعتها النيابة، وحيث يتعين على القضاة أن يُشكلوا انطباعهم من مصداقيته ومن التناقضات التي تظهر في أقواله. كل كلمة وكل إجابة قد تُحدد في نهاية المطاف مصيره السياسي والقانوني.

مصدر الصورة Photo by YAIR SAGI/POOL/AFP via Getty Images

بانيت المصدر: بانيت
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا