‘استر يا رب استر يا رب‘.. صدى صوت رشا وكلماتها الأخيرة تُمزّق قلب أمها: ‘سبحان الله قالت حنوني أنا عروس‘

تاركة خلفها أمًا مكسورة، وعائلة مذهولة، وقلوبًا تنزف وجعًا لا يُوصف.

"حنوني... حنوني، أنا عروس!"

"حنوني... حنوني، أنا عروس!".. قالتها رشا لوالدتها، ضاحكةً قبل رحيلها، وكأنها كانت تودّع الدنيا بفرحٍ مؤقت. تقول والدتها، لقناة هلا وموقع بانيت بعد مراسم دفن ابنتها: "رشا كانت تتواصل معي منذ الصباح حتى الساعة الثانية، وقت وقوع الحادث. اتصلت هي وأختي وزوج أختي، فتحت الخط وقلت لها: استني شوي يا رشا، فإذا بها تقول: استر يا رب، استر يا رب... وما سمعت غير هيك، هاي كانت آخر كلمات بنتي".

لم تتخيل الأم للحظة أن ابنتها رحلت. ظنّت أن الحادث مجرّد إصابة عابرة. قريبتها اتصلت بها لتقول: "تعرضنا لحادث... ورشا أُصيبت". لكن الحقيقة كانت أقسى من كل ظنون الأم... رشا لن تعود. تتابع الأم، بصوت مكسور: "رشا فش منها رشا، لا يمكن وصفها، ولا أقول هذا لأنها ابنتي. كانت تحبني، وتحب كل الناس، تحب العطاء. طموحاتها كانت كبيرة، درست في صفد، وقبل أن تتوفى قالت لي: حنوني حنوني، أنا عروس، وما حدا يطلعني غير خوالي. وفعلاً، خرج وراءها (في الجنازة) أخوالها وأعمامها وكل محبيها... الجميع يبكيها".

"استر يا رب".. آخر حديث بين الام وابنتها

أما آخر حديث دار بين الأم وابنتها، فكان في صباح يوم الحادث: "اتصلت بي وقالت: نحن جاهزون للخروج من الفندق، فقلت لها: ديري بالك على مرة عمّك أم صالح يا رشا. قامت بتصويرها وتصوير كل من معها.. وقبل الحادث، اتصلت فيّ وقالت: يما شو معايزة؟، قلت لها: لا أريد شيئًا... فقط سلامتك ورحمة ربنا".
اليوم، بعد أن خمد صوت رشا، بقي رجع صدى كلماتها الأخيرة يطرق قلب أمها: "استر يا رب... استر يا رب". ورحل الفرح وبقيت الذكرى. بقيت رشا، اسمًا محفورًا في قلب والدتها، وجرحًا لا يشفى.

مصدر الصورة المرحومة رشا زيدان - صورة شخصية

مصدر الصورة والدة المرحومة رشا زيدان

مصدر الصورة صابرين زيدان - شقيقة المرحومة رشا زيدان