الدكتور محمود وزوجته سوار مريسات من إيلات رزقا بثلاثة أولاد متطابقين وراثيًا، تشاركوا في نفس المشيمة • الأطباء أوصوا بتقليل عدد الأجنة لكن الوالدين رفضا • الأم السعيدة: "هذا أفضل شيء حدث لي في حياتي – لا يمكن وصف الشعور"
أعلن مستشفى شيبا قبل أسبوعين ولادة نادرة جدًا لثلاثة أولاد – في حمل طبيعي. هذه ثلاثية متطابقة وراثيًا، نشأت من جنين واحد انقسم مرتين، وثلاثتهم تقاسموا مشيمة واحدة.
الحالة نادرة للغاية – مرة كل 100 ألف ولادة – مما يعني أنه من بين نحو 175 ألف ولادة سنويًا في إسرائيل، تحدث هذه الظاهرة مرة أو مرتين فقط في السنة.
الأطباء في شيبا، برئاسة البروفيسور يوآف ينون والدكتورة إيرا رابينوفيتش، اعتبرا الحمل عالي الخطورة بسبب مشاركة الأجنة في نفس المشيمة، حيث تزداد احتمالات المضاعفات مثل نمو جنين على حساب الآخر أو انتقال الدم بينهم. لذلك أوصوا بتقليل عدد الأجنة، لكن الزوجين رفضا خوفًا من فقدان الحمل بالكامل.
ويشرح البروفيسور ينون: “عندما يتشارك ثلاثة أجنة في مشيمة واحدة، فهذا حمل محفوف بالمخاطر. هناك أوعية دموية تنتقل من جنين إلى آخر، وفي 50% من مثل هذه الحالات تحدث مضاعفات خطيرة مثل نمو جنين على حساب الآخرين أو انتقال دم من واحد إلى آخر. عادة نوصي في هذه الحالات بتقليل عدد الأجنة، لكن تقليل الأجنة يحمل خطرًا بنسبة 10-15% بفقدان الحمل كله. أوصينا هذا الزوج بذلك، لكنهما رفضا. كان لديهما إيمان بأن كل شيء سيكون بخير، وقد كانا على حق. تطور الحمل بشكل جيد، وكانت الولادة في الأسبوع الـ 34 – وهذا يُعتبر نجاحًا”.
وبدوره قال الدكتور محمود والد الأطفال: "كانت لدينا معضلة صعبة جدًا، لكن اخترنا الاستمرار. سوار اتبعت قلبها وأنا العقل والقلب معًا". الأم سوار، التي تعمل ممرضة في قسم حديثي الولادة بشيبا، اعترفت بخوفها الكبير في البداية، لكنها تصف النتيجة بأنها أفضل ما حدث في حياتها ". "
الحمل مر بسلام رغم صعوبته. وخلال الحرب الدائرة، أصيبت سوار بتقلصات وهي في إيلات، واضطرت للسفر مسافة طويلة إلى مستشفى شيبا، بعدما أصيب مستشفى سوروكا في بئر السبع بصاروخ في نفس اليوم. وتقول العائلة إنا معجزة أن ينتهي الحمل بلا مضاعفات.
وُلد الأطفال الثلاثة في الأسبوع 34 بأوزان طبيعية (1.8-1.9 كغم)، وحملوا أسماء آدم، إيان، وأمير، جميعها تبدأ بحرف الألف حرصًا على التناظر.
الأب السعيد يقر بصعوبة التعامل مع ثلاثة رُضّع:
“هذا عمل بلا توقف 24/7، لكن أشعر أن الله يحبنا كثيرًا،
لقد قمنا بعمل صالح في حياتنا. أنا مملوء بالإعجاب بزوجتي، فهي بطلة الأبطال التي حملت في بطنها، رويدًا رويدًا، ثلاث أرواح طوال ثمانية أشهر”.