في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في ليلة حالكة السواد، وفي لحظة لم يكن أحد يتوقعها، تحولت حياة عائلة جربان في جسر الزرقاء إلى كابوسٍ بعدما فقدت ابنتها الشابة، روزيت، إثر إصابتها باطلاق نار في الشارع. الحزن والأسى يغمران البيت الذي كان يعج بالحب والأمل،
جريمة قتل تسرق أحلام روزيت البسيطة.. أم وأخوات مفجوعات: ‘ليش طخها؟ مش حرام؟‘
حيث كانت روزيت تحلم بتعلم قيادة السيارة والعمل من أجل بناء مستقبل أفضل. أما اليوم، فإن عائلتها تواجه الصدمة وتحاول استيعاب فاجعة الفقدان التي قلبت حياتهم رأسًا على عقب.
الأم تروي لقناة هلا قصة فتاة كانت محبوبة من الجميع، طيبة القلب، تعيش أحلامها البسيطة، لتُسلب منها الحياة فجأة على يدٍ مجهولة، تاركة خلفها وجعًا عميقًا. وتكاد لا تصدق شقيقتيها أنها رحلت في هذه الظروف المأساوية.
" اللي عم بصير من جرايم وعنف بالمجتمع العربي، لازم يوقف"
وقالت مرام جربان شقيقة المرحومة روزيت جربان في حديثها لموقع بانيت وقناة هلا حول حيثيات الواقعة: "مبارح كانت مع صاحباتها، وهي راجعة طلع واحد وطخ. إحنا كنا بالبيت، ما عرفنا شو صار، الناس نادوا علينا، ركضنا... ولقيتها مقتولة. روزيت عمرها 23 سنة، بتشتغل وبتتعلم سواقة. بنت، الكل بيحبها... تروح وتيجي مع صاحباتها. آخر حديث بيني وبينها كان مبارح، اشترت أشياء لأولادي، وقعدنا سوا... بعد شوي راحت، ورجعت جثة. طموحاتها وأحلامها كانت بسيطة... تتعلم سواقة، تجيب سيارة. كانت تشتغل بتنظيف ببيت مسنين".
واردفت : "أكتر شي بذكرني فيها حبها للأطفال، وحسّها بالدار. الله يرحمها". وأضافت: "اللي عم بصير من جرايم وعنف بالمجتمع العربي، لازم يوقف. وين ما فيه سلاح، لازم يعرفوا وينه ويشيلوه. مش معقول، اليوم واحد، بكرا واحد تاني... كتير شباب راحوا".
" ليش طخّوها؟ مش حرام؟!"
من جانبها، قالت رابعة جربان شقيقة المرحومة: "أنا اتصلتلي صاحبتها نائلة على الواتساب، وقالتلي: "روزيت طخوها، ماتت." أنا ما كنت مستوعبة، كنت بالبيت، ما كنت أعرف شو اللي صار. رجعت أرد عليها، ما عاد ترد. اتصلت بأهلي، أختي ما ردّت، حكت لجوزي: "أختي انطخت." هو كمان اتصل، وبعدين أختي ردّت وقالتلي: "تعالي ع المستشفى، روزيت انطخت... طخوها وماتت." وصاحبتي كانت تتصل عالتلفون، تحكي لجوزي: "آه، شفناها... ماتت." أنا لليوم مش قادرة أستوعب إنها ميّتة. بس ليش طخّوها؟ مش حرام؟! شافوا بنات ماشيات بالشارع، راح طخّها... لأنه ابن حرام! إن شاء الله أمه تتحسّر عليه زي ما حسر قلوبنا على أختي".
ومضت قائلة: "روزيت، حرموها من عمرها، ثلاث وعشرين سنة... شو عملت بحياتها؟ حسبي الله ونِعْمَ الوكيل فيه. إن شاء الله أمه تذوق الوجع اللي إحنا ذقناه. صح، أختي مش أول وحدة، ولا رح تكون الأخيرة... كتير شباب راحوا. بس في ربّ، والله يصبّرنا".
وأضافت: "أختي كانت كتير منيحة، ما في حدا ما بعرفها، الكل بيحبها ولها كتير صاحبات. بس الله حبها وأخذها، الحمد لله على كل شيء، وحسبي الله ونعم الوكيل فيه. آخر حديث بيني وبينها كان أول مبارح، كانت عم توصي أواعي لبنتي لأنو أنا ناوية أخلف، وقالتلي إنه رح يوصلوا أشياء تانية خلال الأسبوع. ما شافت بنتي".
" ربنا يحاسبه إذا ما حاسبته الحكومة"
من ناحيتها، قالت الأم الثكلى ملكة جربان والدة المرحومة روزيت جربان: "كنت نايمة، والبنت الكبيرة بتقلي إنو روزيت انطخت. فكرتها عم تمزح معي، بدها تخوفني، بس طلعت الحقيقة. طلعت أشوف، شفت ناس عم يركضوا والإسعاف جاي، ولقيتها نايمة على الرصيف. رجعت على الدار، وجابتني أختي على المستشفى، بس لما وصلت، شوفتها آخر مرة." وأضافت الأم: "آخر حديث بيني وبينها كان مبارح الظهر، قالتلي: 'بدي أروح أشتري للأولاد، وأجيبلك حلو.' وجابتلي فعلاً. روزيت كانت منيحة وطيبة، كل الناس بتحبها، وكل الحارة ما بتأذي حدا."
وتابعت : " كانت تتعلم سواقة، وبسبب الظروف وقفت شوي، ورجعت كملت. وقبل ما تموت، كانت تقوللي: 'بدي أظبط غرفتي، وأصير أخذك مشاوير.'"