أُلغيت مسابقة النَبل الدولية المرموقة، التي تُعد الأقدم والأهم في هذا المجال عالميًا، بعد أن فشلت في جذب مشاركين من الخارج. كان من المقرر أن تُقام الدورة الجديدة في ديسمبر المقبل في القدس، إلا أن عدد المسجلين اقتصر على مشاركين اثنين فقط، مقارنة بـ68 مشاركًا في الدورة السابقة، ما دفع المنظمين إلى الإعلان عن إلغائها وتأجيلها لعامين على أمل أن تتغير الظروف.
المسابقة، التي أُسست عام 1959 بمبادرة من دافيد بن غوريون بمناسبة مرور عقد على قيام الدولة، اعتُبرت على مدار عقود منصة أساسية لانطلاق مسيرة عالمية لكل فائز بالمركز الأول. لكن هذا العام، اصطدمت بواقع المقاطعة الثقافية المتزايدة المفروضة على إسرائيل في ظل الحرب الجارية.
الغاء مشاركة
اللافت أن عازفة النَبل الإيطالية الشهيرة كلوديا لوتشيا لامانا، التي فازت بالمركز الأول في الدورة الماضية ودُعيت لتكون عضو لجنة التحكيم الرئيسة، أعلنت في اللحظة الأخيرة اعتذارها عن المشاركة استجابة لضغوط دولية. لامانا كان من المفترض أن تفتتح المسابقة بحفل موسيقي وأن تدير ورشة فنية متقدمة، كما كان مخططًا أن تصل بدعوة مشتركة من السفارة الإيطالية ووزارة الخارجية الإسرائيلية.
رئيسة لجنة المسابقة، النائبة السابقة كوليت ابيطال، عقّبت بالقول إن إلغاء الحدث "يعكس حقيقة مؤسفة، حيث تتحول إسرائيل والفن الإسرائيلي إلى منبوذين على الساحة العالمية، وهو ثمن يجب على الجمهور أن يدرك أننا ندفعه".
مقاطعة ثقافية
وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع من حملات المقاطعة الثقافية، حيث وقّع في أكتوبر الماضي نحو ألف كاتب ومثقف عالمي على عريضة دعت لمقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية، متهمين إياها بالتواطؤ أو الصمت أمام ما وصفوه بـ"قمع الشعب الفلسطيني". كما شهدت مسابقة "اليوروفيزيون" الأخيرة تهديدات جدية بالمقاطعة بسبب مشاركة إسرائيل، رغم وصول ممثلتها إلى المرتبة الخامسة.
في موازاة ذلك، يخطط المنظمون لإقامة مسابقة محلية نهاية الشهر الجاري بمشاركة عازفين إسرائيليين فقط، رغم أن انسحاب لامانا يضع علامات استفهام حول مستوى الحدث والأنشطة التي كان من المفترض أن تشارك فيها.