أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، جدلاً جديدًا خلال جلسة لجنة الداخلية في الكنيست، اليوم الثلاثاء، بعد دعوته إلى هدم ضريح الشيخ عز الدين القسام ونقله من موقعه الحالي في المقبرة الإسلامية بمدينة نيشر، قرب حيفا، تقع المقبرة على أنقاض قرية بلد الشيخ الفلسطينية المهجرة في قضاء حيفا بمنطقة الجليل، وتحمل رمزية تاريخية ووطنية للفلسطينيين.
وجاءت تصريحات بن غفير في سياق مناقشة برلمانية أثارها عضو الكنيست يتسحاك كروزر، من حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف، الذي تولى مؤخرًا رئاسة لجنة الداخلية. كروزر دعا إلى إزالة الضريح بدعوى أنه لا ينبغي أن يكون مزارًا، على حد قوله، "لمؤيدي الإرهاب".
يُعد ضريح عز الدين القسام، الذي اغتيل على يد القوات البريطانية عام 1935، أحد المعالم البارزة في الذاكرة الوطنية الفلسطينية، إذ يرتبط اسمه بالحركة الوطنية والنضال ضد الاستعمار البريطاني، كما يحمل بعدًا رمزيًا يتجاوز موقعه الجغرافي.
إثارة هذا الملف في أروقة الكنيست تأتي في ظل تصاعد الخطاب السياسي اليميني المتشدد في إسرائيل، وتزايد الدعوات لإعادة النظر في المعالم التاريخية والثقافية التي تعكس الهوية الفلسطينية داخل حدود عام 1948، الأمر الذي يثير توترًا إضافيًا في العلاقات بين السلطات الإسرائيلية والمجتمع العربي في الداخل.