آخر الأخبار

كلهم منافقون ومصالحهم هي الأهم

شارك

يقولون عندنا في مجتمعنا العربي عند مدح أحد الناس لقيامه بعمل مميز:" الله يحميه والله فعلاً راضع من حليب إمو". وأنا أشك في وجود مثل هذه الأمثال في المجتمع اليهودي لسببين: أولهما ان اليهود (رضعاً وأطفالاً) يكبرون وينمون على تناول الحليب المصنع إما من شركة الألبان الاسرائيلية "تنوفا" أو من الشركة المنافسة لها "تارا" والفرق كبير بين حليب الام الفلسطينية والحليب اليهودي المصنع. والسبب الثاني أن المجتمع اليهودي لم يخرج منه حتى الآن "واحد" يوقف نتنياهو عند حده ويقول له كفى والسبب لعدم وجود شخص "راضع من حليب إمو" للقيام بذلك ويواجه نتنياهو.

يقولون أن الجيش والأجهزة الأمنية غير راضية عن تصرفات نتنياهو. أنا شخصياً لا أصدق هذه الأقوال ولا أثق بها. لماذا؟ لأن جنرالات الجيش لديهم القدرة على وضع حد لمقامرات نتنياهو باستخدامهم طرقاً مختلفة لا حاجة لذكرها لأنهم أدرى الناس بها. وعدم اللجوء الى استخدام هذه الطرق يعني الموافقة الفعلية على كل ما يفعله نتنياهو.

الحديث عن معارضة الجيش وخاصة رئيس الأركان إيال زامير لقرار نتنياهو، هو مجرد كلام في الهواء لأن زامير نفسه يعرف تماما ان الامكانية متوقرة لديه لعمل ما كقائد للجيش لكنه لا يريد. يقولون عن سبب معارضة زامير لقرار نتنياهو احتلال غزة هو "قلقه على مصير الأسرى والإرهاق في قوات الجيش وتآكل قدراته في حال توسيع الحرب" وعلى افتراض ان زامير صادق في مبرراته فلماذا لا يتخذ إجراءات ضد نتنياهو ويضع له حداً؟ فهل لديه حسابات شخصية أو سياسية؟ والله أعلم.

موقع "واينت نت" ذكر في العاشر من الشهر الحالي "أن قرار احتلال كامل لقطاع غزة سيكون ضربة جديدة للاقتصاد الإسرائيلي، بحيث يُتوقع أن يكلف القرار مبالغ ضخمة قد تتراوح بين 120 - 180 مليار شيكل سويًا إلى جانب تكلفة الحرب على غزة حتى الآن، والتي تُقدر بنحو 300 مليار شيكل، ومنذ صدور قرار احتلال غزة، تعرضت إسرائيل لإدانات من بريطانيا، ألمانيا، هولندا، إيطاليا، الدنمارك، بلجيكا، أستراليا، نيوزيلندا، الأمم المتحدة، والمفوضية الأوروبية. كما أعلنت ألمانيا عن حظر جزئي للأسلحة على إسرائيل. ومن المتوقع أن تتزايد مثل هذه العقوبات وتؤثر على الصادرات إلى أوروبا، التي تمثل أكثر من ثلث إجمالي الصادرات الإسرائيلية.،

زعيم المعارضة لابيد محق في قوله لصحيفة معاريف، أن ما يهم حكومة بنيامين نتنياهو هو فقط الاعتبارات السياسية. وكان لابيد قد ذكر في مقابلة إذاعية مع راديو 103 إف إم، أن" وقف الحرب له ثمن سياسي ونتنياهو لا يريد دفعه" والحكومة الإسرائيلية لا تبذل كل جهدها، ولا تستغل كل وسيلة ممكنة لإعادة الأسرى من غزة."

وأخيراً... رغبة نتنياهو في احتلال كامل قطاع غزة يعود لمنطلقات عقائدية ومصالح سياسية وشخصية، ولا يهمه كما يبدو الأسرى (الأحياء والأموات) وهمه الوحيد الاحتفاظ بكرسي رئاسة الحكومة وليس مهماً كيف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا