تدين الحركة الإسلامية والقائمة العربية الموحدة بأشد العبارات الاقتحام الاستفزازي الذي نفّذه صباح اليوم الأحد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى المبارك، وقيادته لطقوس تلمودية علنية في باحاته، في اعتداء خطير وغير مسبوق على حرمة المسجد، وتجاوز لكل خط أحمر، وانتهاك فجّ للوضع القائم الديني والتاريخي والقانوني فيه، ومحاولة منه لإشعال المنطقة ودفعها نحو حرب دينية بهدف إفشال كل فرصة ممكنة للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
إن إقدام وزير في الحكومة على أداء طقوس دينية يهودية داخل الأقصى ليس مجرد تجاوز فردي، بل تصعيد رسمي وخطوة بالغة الخطورة في إطار مخطّط متواصل لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، واستهداف مباشر لمكانته الدينية كأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتكشف العقلية المتطرفة التي تحكم سلوك هذا الوزير، وتُظهر مدى خطورة الحكومة الحالية وتركيبتها المتطرفة على أمن المنطقة. وعليه، نحمّل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات، وندعوه إلى كبح جماح وزيره الذي يصرّ على إشعال المنطقة ودفعها نحو صراع ديني خطير.
ندعو أهلنا في القدس ومجتمعنا العربي في الداخل إلى تكثيف شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والتواجد فيه، كما نناشد الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذا الانفلات الرسمي وحماية الأقصى من مخططات التهويد، ونؤكد أن المسجد الأقصى المبارك كان وسيبقى حقًّا خالصًا للمسلمين، ولا سيادة فيه إلا لأهله وأصحابه.