المحادثات حول صفقة تبادل أسرى تلقت مساء أمس (الثلاثاء) دفعة كبيرة مع وصول ستيف ويتكوف إلى المنطقة، حيث من المتوقع أن يلتقي في أوروبا مع الوزير رون ديرمر وممثل قطري – في محاولة لإغلاق التفاصيل النهائية في طريق التوصل إلى اتفاق جديد. في هذه المرحلة، جميع الأطراف بانتظار رد حماس على التنازلات الأخيرة التي قدمتها إسرائيل، والتي تقدّر أن الحركة سترد مجددًا بـ"نعم، ولكن" – وتحاول كالعادة تعظيم شروطها.
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: ستيف ويتكوف "في طريقه إلى المنطقة"
في إسرائيل يقدّرون أن مطالب حماس ستركز مرة أخرى على خطوط انسحاب الجيش، لكن الفجوة تقلصت إلى بضع مئات من الأمتار. إسرائيل مستعدة لمد خط الانسحاب إلى مسافة تتراوح بين 1000 و1200 متر عن محور صلاح الدين (فيلادلفي)، بينما تطالب حماس بالانسحاب حتى مسافة 800 متر فقط. كما يُتوقع أن تطالب حماس بالإفراج عن عدد أكبر من الأسرى المحكومين بالمؤبد، لكن الفجوة هنا أيضًا ضئيلة – وتُقدَّر بين 100 إلى 150 أسيرًا.
مصدر فلسطيني مطّلع على المفاوضات قال لموقع ynet: "إسرائيل أيضًا يجب أن ترد على اقتراح تسوية لوقف إطلاق النار – ليس فقط حماس. الوسطاء عملوا على دفع اتفاق تسوية. إذا وافقت إسرائيل – حماس ستوافق كذلك. حماس تلمّح بالفعل إلى موافقتها".
حتى صباح اليوم، لا تزال التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن المسألة قابلة للحل، ويصفون وصول ويتكوف بأنه "المؤشر الأهم على تقدم المفاوضات". في حال تحقق تقدم فعلي، قد يغادر ويتكوف أوروبا باتجاه الدوحة لتوقيع الاتفاق. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد مساء أمس جلسة تقييم مع طاقم المفاوضات المتواجد في الدوحة.
وزير الأمن يوآف غالانت: "نحن في أقرب نقطة لتحقيق أهداف الحرب".
الجيش يواصل القتال في غزة ويمن واليمن:
في الوقت ذاته، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جلسة تقييم متعددة الجبهات مع الأجهزة الأمنية: "نحن في النقطة الأقرب لتحقيق أهداف الحرب. تبقّت لنا جبهتان مفتوحتان في غزة واليمن – وعلينا حسمهما بالكامل".
بالتوازي مع المفاوضات: تم استهداف نحو 120 هدفًا إرهابيًا في قطاع غزة
وسائل إعلام عربية قدرت هذا الصباح أن رد حماس سيصل خلال ساعات. لكن حتى إن كان الرد إيجابيًا وفتح الطريق نحو اتفاق، فإنه – على الأقل في المرحلة الأولية التي ستستمر 60 يومًا – سيكون جزئيًا فقط، وسيُبقي خلفه ما لا يقل عن عشرة أسرى أحياء، بالإضافة إلى العديد من القتلى.
نتنياهو قال في عدة مناسبات لعائلات الأسرى إن هذا هو "المخطط النهائي" – الذي من المفترض أن يؤدي إلى إطلاق سراح باقي الأسرى وإنهاء القتال.
وفقًا للمخطط الجزئي المطروح:
خلال وقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، سيتم إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف جثامين الأسرى القتلى: 10 أسرى أحياء – 8 منهم في اليوم الأول، و2 في اليوم الخمسين – إلى جانب 18 جثمانًا يتم تسليمهم على ثلاث دفعات.
خلال هذه الفترة، يُفترض أن تُجرى مفاوضات حول إنهاء الحرب بشكل كامل، وتطالب حماس بضمانات بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيستمر حتى بعد 60 يومًا إلى حين التوصل إلى اتفاق. حتى الآن، لا يزال مضمون هذه الضمانات غير واضح.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش أن القوات تواصل عملياتها في أنحاء القطاع، وأن سلاح الجو قصف نحو 120 هدفًا إرهابيًا في الساعات الـ24 الأخيرة، منها خلايا مسلحة، مبانٍ عسكرية، أنفاق، ومبانٍ مفخخة.
وتم الإبلاغ أن قوة من كتيبة القتال التابعة للواء 401 رصدت عدة عناصر من حماس اقتربوا منها في منطقة جباليا، فتمت تصفيتهم سريعًا بواسطة طائرة. كما دمرت قوات فرقة غزة (الفرقة 143) خلال اليوم الأخير عشرات البنى التحتية الإرهابية في جنوب القطاع وضبطت وسائل قتالية.