في أجواء مفعمة بالتقدير والحنين، احتضن المركز الجماهيري – أم الفحم، نهاية الأسبوع الماضي، لقاءً تكريميًا إنسانيًا جمع عددًا من أساتذة المدينة المتقاعدين، الذين التقوا على مائدة غداء بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثين عامًا، في لقاء استثنائي شكّل محطة امتنان واعتراف بجميل من علّم وربّى وأسس أجيالاً وساهم في نهضة المجتمع.
وقد ضم اللقاء نخبة من المعلمين والمعلمات الذين تركوا بصمات راسخة في المسيرة التعليمية في أم الفحم، كان من بينهم من تجاوز التسعين عامًا، حيث كان اللقاء فرصة لاستعادة ذكريات التعليم، وتبادل التحايا بين زملاء جمعتهم قاعات الصف وأروقة المدارس، ثم فرّقتهم السنوات.
جاءت المبادرة من السيدة كوثر إبراهيم – سكرتيرة المركز الجماهيري – بدافع شخصي وإنساني، رغبةً منها في تعزيز ثقافة العرفان بالجميل وغرس قيمة الوفاء لمن أفنوا أعمارهم في خدمة التربية والتعليم. وقد لاقت فكرتها دعمًا كريمًا من شركة حنان أم الفحم بإدارة السيد توفيق حاج عوض، وبمشاركة فاعلة ومباركة من كل من: السيد محمد صالح – المدير العام للمركز الجماهيري والمسرح العربي أم الفحم، السيدة هبة محاجنة – مديرة قسم الشبيبة، السيدة إيمان إغباريه – مديرة وحدة التطوع،
الذين أولوا الحدث اهتمامًا بالغًا، وعملوا على إنجاحه بكل محبة واحترام.
وتخلل اللقاء كلمات ترحيب وتقدير من المنظمين، عبّرت عن عمق الامتنان لهذا الجيل الذي زرع وحصد، وأضاء دروب الآخرين بعلمه وتفانيه. كما قُدمت في نهاية اللقاء وردة رمزية لكل معلم ومعلمة، تعبيرًا عن المحبة والاحترام العميقين.
لم يكن اللقاء مجرد تكريم عابر، بل لحظة وفاء نابضة أحيت صلات لم تبهت رغم مرور الزمن، وأثبتت أن أم الفحم كانت وستبقى عنوانًا للوفاء، والتقدير، والاعتراف بكل من أسهم في بناء حاضرها ومستقبلها.