العرب يعيرون اهتماماً كبيراً بمخاطبة الرجل المتزوج بـ "أبو فلان" وفلان هذا هو اسم أول مولود ذكر للرجل، والذي يجب (حسب التقاليد) أن يسمى المولود على اسم جده من أبيه. فلو أطلقوا على هذا المولود اسم سعيد يخاطب الرجل بـ"أبو سعيد" حتى لو لم يكن سعيداً وحاله يرثى لها. وإذا طبقنا ذلك (مخاطية) وليس تقليداً على نتنياهو فيجب علينا مخاطبته بـ"أبو يائير" حسب اسمه البكر يائير. واسم "يائير" مشتق من الفعل العبري "יָאִיר" (يا'ير) الذي يحمل معنى "يضيء" أو "يجعل النور يسطع".
وإذا نظرنا الى ما يفعله نتنياهو في ايران من قصف وتفجيرات فهو بالفعل يضيء الليل بهذه التفجيرات، وبذلك، فإن "أبو يائير" اسم على مسمى.
وإذا طبقنا ذلك على المرشد الإيراني علي خامني وهو الرجل الأول في الدولة الفارسية، فيجب مخاطبته بـ "أبو مجبتي" ولهذا الاسم الفارسي حكاية: فهو صفة من صفات الامام علي رضي الله عنه، ويعني "المختار" و "المصطفى" أي الشخص الذي تم اختياره أو اصطفائه من بين الآخرين، أي أنه متميز ومفضل. وهذا ما يتميز به خامنئي لدى شعبه.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد أطلق على اسم ولده الأول اسم دون جون . يعني هو (أبو دون جون) واسم "دون" هو اختصار للاسم دونالد (Donald، وهو اسم ذو أصل اسكتلندي وأيرلندي، مشتق من اسم "دومنو-والوس" (Domno-valos) باللغة البروتو-سلتية، ويعني "حاكم العالم" وهو بالفعل اسم على مسمى. ومن يحكم ويدير العالم في هذه الأيام غير (أبو دون جون)
منذ توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية و"نتنياهو حاطط ايران براسو" وكثيراً ما أدلي بتصريحات حول نيته في توجيه ضربة لها، لدرجة أن القيادة الايرانية كالنت تسخر من هذه التصريحات ولم تأخذها على محمل الجد. في شهر فبراير/شباط عام 2018 وخلال مؤتمر لعلماء الدين في الحرس الثوري سخر "أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران" محسن رضائي من التهديدات التي أطلقها نتنياهو ضد طهران، بقوله ان بلاده لن تسمح للمهاجمين حتى بالهرب. رضائي وحسب وكالة "مهر" الايرانية للأنباء قال خلال مؤتمر لعلماء الدين في الحرس الثوري: "إذا فكر الصهاينة أن يقوموا بأي هجوم ضدنا سوف لا نعطيهم حتى فرصة الهرب وسوف نحول العاصمة الصهيونية تل أبيب إلى ركام من تراب".
"الصهاينة" لم يفكروا فقط بالهجوم بل قاموا بتنفيذه، رغم مسافة آلاف الكيلومترات بين الدولة العبرية ودولة الملالي. فبدلاً من عدم قدرة "جيش الصهاينة" حتى على الهروب، وجعل تل أبيب ركاماً، رأينا ذلك في بلدات ومدن إيرانية، بغض النظر عن تدمير هنا وهناك في تل أبيب وحيفا وغيرهما، ولكن لم يتحولا الى ركام كما وعد رضائي.
إسرائيل شئنا أم أبينا استطاعت في الفترة الأخيرة ضرب أربعة عصافير في المنطقة بحجر واحد: شل قدرة حماس الى حد كبير، تفكيك قدرات حزب الله تدريجيا وقتل أهم قياداته السياسية والعسكرية، تحييد سوريا، والآن ضربة العمق الإيراني.
وأخيراً...
قد تكون هذه الحرب الأخيرة مع ايران إذا استخدمت إسرائيل نفس أسلوبها مع حزب الله وترسل خامنئي الى تلميذه حسن نصر الله، وهذا الأمر ليس مستبعداً.
والله أعلم.