آخر الأخبار

64% من اليهود يدعّون عدم وجود أبرياء بغزة، رون جارلتس لبكرا: نحن أمام أزمة أخلاقية عميقة في المجتمع الإسرائيلي

شارك
Photo by Abed Rahim Khatib/Flash90

في حديث لموقع "بكرا"، قال الباحث والمحلل السياسي رون جارلتس من مركز أكورد إن نتائج البحث الأخير الذي أجراه المركز تكشف صورة مقلقة للغاية عن الحالة الذهنية في المجتمع الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بموقفه من المدنيين في غزة.

وأوضح جارلتس في مستهل حديثه: "هذه المعطيات صعبة وقاسية جدًا. بحسب نتائج البحث الذي أجريناه مؤخرًا، فإن 64% من الجمهور اليهودي في إسرائيل يوافقون بدرجة ما على الادعاء بأنه لا يوجد أبرياء في غزة. من بينهم، 35% وافقوا بشكل كامل (على مقياس من 1 إلى 6). هذه النسبة ترتفع أكثر في أوساط اليهود، ما يعني أن الأغلبية الكبيرة في المجتمع الإسرائيلي، وتحديدًا بين اليهود، لا تعتقد أن هناك أبرياء بين مليوني فلسطيني في غزة، كثير منهم أطفال".

وأضاف: "هذه نتيجة تعكس عمليات عميقة وخطيرة من التدهور الأخلاقي واللا إنسانية في الوعي الجماعي الإسرائيلي. المجتمع بحاجة إلى عملية ترميم طويلة جدًا على هذا الصعيد".

تجاهل متعمد لمعاناة غزة

وأشار جارلتس إلى أن الرغبة في تجاهل ما يحدث في غزة باتت أيضًا اتجاهًا سائدًا، وقال: "الناس ببساطة لا يريدون أن يسمعوا بعد الآن عن غزة. هذا ظهر أيضًا في البحث. الكثيرون سألوني لماذا ننشر هذه النتائج؟ والجواب هو أن من المهم عرض الصورة الذهنية كاملة. نحن نحرص دائمًا على عرض الجانب الإيجابي، مثل دعم الأغلبية لحل سياسي – إقليمي – أمني يشمل التطبيع مع الدول العربية وقيام دولة فلسطينية، لكن من المهم أيضًا عرض الجانب السلبي – وهو سلبي جدًا".

وأكد أن فهم الواقع الذهني السائد هو جزء أساسي من عملية إعادة بناء المجتمع الإسرائيلي، خاصة إذا كان هناك أمل في إعادة بناء العلاقة مع الشعب الفلسطيني.

وعي متناقض وإمكانية التغيير

وحول الأمل بإمكانية التغيير، قال جارلتس: "رغم هذه المعطيات الصعبة، لا يزال هناك في وعي الجمهور الإسرائيلي مساحة لإمكانية دعم إنهاء الحرب (وهذا بالفعل موقف الأغلبية الساحقة حاليًا) وأيضًا دعم حل سياسي للصراع. أقول هذا بمسؤولية وبالاستناد إلى العديد من الأبحاث التي أجريناها. مستقبلنا متعلق إلى حد بعيد بالاتجاه الذي ستقوده القيادة الديمقراطية الليبرالية في هذا السياق".

الإعلام يطبع نزع الإنسانية

وفي حديثه عن دور الإعلام الإسرائيلي، وجه جارلتس اتهامًا حادًا بالتقصير والمسؤولية المباشرة عن تطبيع نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، مشيرًا إلى حالة من "التطبيع الكامل للوحشية".

وساق مثالًا حديثًا من قناة 13، حيث جرى استضافة طبيب إسرائيلي عاد من غزة وتحدث عن الخطر المحدق بحياة الأطفال الخدج في الحاضنات. بعد المقابلة، صرخت ساليتا واينشتاين، المديرة السابقة لحزب "يمينا"، قائلة إن الطبيب "أطعم الإرهابي في الحاضنة"!

قال جارلتس: "توقفوا لحظة عند هذا التعبير – الإرهابي داخل الحاضنة. كان على المذيع، إريك فايس، أن يوقف المقابلة فورًا ويقول: في هذا الاستوديو، لن يُقال أبدًا عن طفل رضيع في حاضنة إنه إرهابي. هذا ما كان يجب فعله، لكنه لم يفعل، بل سمح لها أن تكرر الكلام مرارًا. هكذا تمامًا يتم تطبيع نزع الإنسانية عن الفلسطينيين".

وختم بالقول: "للإعلام دور مصيري في تشكيل الرأي العام حول مسألة وجود أبرياء في غزة. وفشله في هذا السياق مخزٍ وخطير".

بكرا المصدر: بكرا
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا