يتوجه الحاج بعد غروب شمس يوم عرفة إلى مزدلفة فيفيض ملبّيًا ذاكرًا باكيًا متضرّعًا، لا تشغله الزحمة عن الرحمة. فيمكث في المزدلفة متى يصلها، ويجمع في مزدلفة بين صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير. ومن عادة العامّة أنّهم يلتقطون الحصى كلّها من مزدلفة، ولا بأس بذلك، ويمكن التقاطها من بقية الحرم.
أما بخصوص مقدار مدة المكث بمزدلفة فتنوّعت الخيارات الفقهية في المذاهب الإسلامية كالعادة، فيرى البعض إلى منتصف الليل، ويرى آخرون إلى بعد منتصف الليل بساعة، ويرى آخرون حتى الفجر، ويرى آخرون حتى طلوع الشمس، وأقل مدة المكث في مزدلفة في الخيارات الفقهية قدر حطّ الرّحال وصلاة العشاءين ومغادرة مزدلفة قبل منتصف الليل، وهذا من خيارات المالكية.
ويتبع الحاج توجيهات المرشد وخياراته. وعلى المرشد أن يكون حاذقًا في ترجيح الخيارات، ويراعي الظرف وحال الحجاج وتسهيلات السير.
ويندفع من مزدلفة إلى أحد الخيارين: إمّا إلى رمي جمرة العقبة الأولى (بسبع حصيات)، أو إلى المسجد الحرام والكعبة المشرفة لطواف الإفاضة والسعي، وذلك حسب السير وما هو متيسّر.
الشيخ رائد بدير
رئيس دار الإفتاء والبحوث الإسلامية 48