في لقاء مؤلم ومحمّل بالمشاعر مع موقع "بكرا"، عبّرت د. صباح عبد الهادي، الطبيبة والناشطة الحقوقية، عن حزنها العميق تجاه ما يجري في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يشهده القطاع من مجازر يومية بحق المدنيين، خصوصًا الأطفال، لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة إنسانية وصمت مروّع من العالم العربي والإسلامي.
"مهما طال الظلام... فالفجر قادم"
وقالت د. عبد الهادي: "نعم، مهما طال بنا الظلام، فإن أنوار الصباح ستجليه حتمًا. سيُهزم الظلم، وسينتصر الحق، يا أمتنا، سيزول هذا الهوان، فقط إن عدنا إلى الله، وتمسكنا بالإيمان والرحمة. إن ما نراه في غزة لا يُحتمل، والقلوب تحترق ألمًا على أطفال يُذبحون، وأمهات يُفجعن بأولادهن دفعة واحدة، ولا ناصر لهم سوى الله".
"قصة الطبيبة آلاء النجار اختصرت مأساتنا كلّها"
وتابعت د. صباح: "تابعت تفاصيل الفاجعة التي حلّت بزميلتنا، د. آلاء النجار، طبيبة الأطفال في مستشفى ناصر. هذه الطبيبة التي سخّرت علمها وجهدها لعلاج أطفال الناس، فوجئت اليوم بجثامين أطفالها السبعة، الواحد تلو الآخر، وهم شهداء تحت الركام. هل يمكن لعقل بشري أن يتصوّر هذا المشهد؟ أهذه أم؟ أم ملاك أُنزل من السماء لتتحمل هذا الفقد والوجع والكسر؟".
وأضافت بغضب: "هذا ليس مشهدًا من فيلم درامي، بل هو واقع قاسٍ تعيشه غزة كل ساعة، وكل يوم. كم من أمّ ثكلى، كم من بيت محروق، كم من قلب مكسور؟!".
"الصمت العربي... شراكة في الجريمة"
وشدّدت د. عبد الهادي في حديثها على أن "الجريمة لا تقتصر على من يضغط على الزناد، بل تمتد إلى كل من يصمت ويشاهد دون أن يتحرك".
وقالت بلهجة حاسمة: "القاتل ليس فقط الجندي الذي يطلق الصواريخ، بل هو أيضًا كل من صمت وسكت، كل مسؤول عربي تواطأ بالصمت، كل إعلامي تجاهل، وكل مسلم تخلّى عن ضميره. والله، إن هؤلاء – بصمتهم – أخطر من القتلة المباشرين".