آخر الأخبار

تصاميم لمى حوراني: جسور بين التراث والحداثة، بين الذات والعالم

شارك

في عالم تتجاور فيه الرموز القديمة مع نبض الحداثة، ويتشابك فيه الضوء بالظل، ويتقاطع فيه الشرق مع الغرب، تقف لمى حوراني كمصمّمة مجوهرات أردنية ذات رؤى عالمية، تنسج من الذهب والفضة واللؤلؤوالأحجار الكريمة، والألماس ومن الذكرى والرحلة، عالماً خاصاً بها، حيث تلتقي فيه الثقافات وتتعانق الأزمنة.

مصدر الصورة

منذ مطلع الألفية، شقّت لمى طريقها بخطى واثقة، لا لتكون مجرد مصمّمة، بل راوية حكايات ترتديها النساء. جعلت من تصاميمها منصّة للتأمل في الذات والعالم، ومرآة تعكس الشرق بالغرب، دون أن يفقد أيٌّ منهما شيئًا من دفء جذوره. في كل قطعة من أعمالها نلمس توازناً رفيعاً بين جمالية تستجيب لنبض الموضة وعمقٍ ثقافيّ ينفذ إلى الوجدان.

لمى ليست ابنة عمّان فقط، بل هي ابنة العالم. تستلهم من دروب بيرو ومآذن دمشق، من أبواب القدس وأمواج المتوسط، حيث تتنقل ما بين شنجهاي وبرشلونة و عمّان وروما لتعيد تشكيل الرموز بلغة جديدة، تحفر خطوطها على الفضة والذهب. فبينما تنبض تصاميمها بروح عربية أصيلة، فإنها تحتضن إيقاعات كونية، تربط بين التوأمة الإنسانية والبناء المعماري.

لقد صاغت لمى إرثها بيدٍ تدرّبت في ورشات الحرفيين، وقلبٍ تشكّل في بيئة تحتفي بالفن كوسيلة لفهم العالم. وحين اختارها المنتدى الاقتصادي العالمي كقائدة شابة عام 2012، لم يكن ذلك تكريمًا لموهبتها فحسب، بل اعترافًا بدورها في صياغة خطاب عالمي عن التمكين، خاصة للنساء وذوي الإعاقة، من خلال الفن والعمل المجتمعي.

تصاميم لمى حوراني ليست مجرد مجوهرات، إنها روايات صامتة تُكتب بلغة الضوء والظل، تُجسّد القيم الإنسانية، وتُعيد رسم العلاقة بين الفن والهوية. في كل قطعة، تتجلى فلسفتها في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين التراث والابتكار، بين الحنين والعبور.

كل مجموعة من مجموعات لمى هي محطة في رحلة فكرية وفنية تتأمل من خلالها في الإنسان، والمكان، والتاريخ؛ ففي "أوندا تيود" ((Onda`Tude تتحوّل موجات المشاعر والعلاقات الإنسانية إلى تصاميم تموج بالترددات، وكأنها تسجيل حيّ لصوت القلب. أما "تطور الحجر"(Evolution of Rock)، فهي قصيدة في الماس، تحتفي بما هو خام، بما هو حقيقي ومتغيّر. وفي " الحدّيّة" (Liminal)، يتجلى مفهوم التحوّل والنضج، حيث تُترجم شظايا الكريستال إلى بلورات تُشبه الحياة حين تهذبها التجارب. بعد الجائحة، قدّمت لمى "بشرتي... جوهرتي"(My Skin, My Gem)، مجموعة تعبّر عن الإنسان في أقصى درجات هشاشته وصلابته، وعن الجسد كوثيقة صمود، تُروى عبر رموز تنبض بالمعنى. وتتجلّى في "تانغلز" (Tangled) الفوضى المنظّمة، حيث تُروى مغامرة الإنسان بين الترتيب والاضطراب. وفي "تشيليدا" (Chillida) تنحني التصاميم على الجسد كما لو كانت تكمل منحوتة، في محاكاة لرهافة التوازن بين الخط والنقطة، بين البداية والنهاية. أما "مانيفستد سكن"(Manifested Skin) فتجسّد صراع الذات مع ضغوط المجتمع، حيث تبدو كل قطعة نداءً داخلياً للتمكين ورسالةً للعودة إلى الجوهر. وفي "ميجنيونز"(Mignons) ، تنفتح لمى على الخيال واللعب، في احتفاء بتعدّد الشخصيات الصغيرة التي نتفاجأ بوجودها في داخلنا، تعبّر عنها بتصاميم ذهبية فاتنة ولؤلؤ طبيعي. وتأتي "كوزميك تابستري (Cosmic Tapestry) بمنحنياتها وسلاسة خطوطها لتعكس مسارات الحياة المتغيّرة، حيث المصادفات تكتب أجمل الحكايات؛ هي خريطة قدرية مرسومة بأصابع الاحتمال واحتفاء بالقَدَر لا بالخطة. وفي "ديفاين فاسيتس(Divine Facets) ، تُمجّد الرمزية القديمة باستخدام الفيروز واللازورد والملاكيت، في تصميمات تُوازن بين الروحانية والجمال الأرضي، وتعود فيها لمى إلى أهرامات الحضارة لتستخرج من رماد الزمن حكمة متجددة ولونًا يليق بالخلود.

لمى حوراني، بما تحمله من رؤى، تمضي في رحلتها وكأنها تعيد تشكيل العالم، قطعة قطعة، لتذكّرنا أن الجمال يمكن أن يكون لغة مشتركة، وأن الفن، حين ينبض بصدق، يكون أوسع من الحدود، وأعمق من الزمان.
للتواصل:
???? الموقع الإلكتروني www.lamahourani.com
???? إنستغرام Lama Horani (@lama_hourani) • Instagram photos and videos
???? البريد الإلكتروني info@lamahourani.com

مصدر الصورة

مصدر الصورة

مصدر الصورة

مصدر الصورة


لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا