بعد عامين ونصف:" تبرئة دراماتيكية ونادرة في قضية قتل: "برأت محكمة منطقة الناصرة بالإجماع بلال سارة من تهمة القتل في حكم غير مسبوق صدر اليوم في محكمة منطقة الناصرة، تمت تبرئة السيد بلال سارة بالإجماع من تهمة القتل الخطيرة المنسوبة إليه من قبل الدولة. وقد اتخذت لجنة مكونة من ثلاثة قضاة القرار: نائب رئيس المحكمة، القاضي المحترم صعب دفور (أف”د)، والقاضية المحترمة رينانا جالباز موكادي، والقاضي المحترم إيناف غولوب.
وجاء الحكم بالبراءة في نهاية إجراءات جنائية استمرت قرابة العامين ونصف العام، قضى خلالها سارة رهن الاعتقال. وبحسب لائحة الاتهام، قام سارة بضرب المتوفى أودي شتيرن بأنبوب حديدي خلال مواجهات في صفد، ما أدى إلى وفاته. سارة، على لسان محاميه زوهر أربيل، ادعى طوال الوقت أنه تصرف دفاعا عن النفس، بعد أن تعرض لهجوم بسكين، تحت تهديد حقيقي على حياته، في مكان مغلق ودون أي وسيلة للهروب.
وفي حكم طويل ودقيق وحاسم بشكل استثنائي، قررت لجنة القضاة أن رواية الدفاع كانت متسقة ومؤسسة على الأدلة، وأن الدولة لم تتحمل عبء الإثبات المطلوب في المحاكمة الجنائية. وبناء على ذلك، حكم القضاة بأن سارة كان يستحق استثناء الدفاع عن النفس المنصوص عليه في القانون، وأنه لا يمكن الجزم بما لا يدع مجالا للشك المعقول بأنه ارتكب الجريمة المنسوبة إليه.
وقال محامي الدفاع عن سارة، المحامي زوهار أربيل:
هذا يومٌ مهمٌّ للنظام القضائي. هذا الحكم ليس مجرد انتصارٍ لمحامي الدفاع والمتهمين، بل هو، قبل كل شيء، انتصارٌ للمبادئ الأساسية: الشك المعقول، والدفاع عن النفس، والالتزام الأخلاقي والقانوني بالحكم بناءً على الأدلة لا على الحدس. لقد أثبتت المحكمة أنه حتى في أصعب القضايا وأكثرها تعقيدًا، من الممكن والضروري الوصول إلى الحقيقة - وتبرئة شخصٍ ما، عندما تكون هذه هي الخطوة الصحيحة والعادلةوتعتبر البراءة في قضية اتهم فيها المتهم بأخطر جريمة في القانون، استثناءً في النظام القانوني الإسرائيلي، وذلك بسبب تعقيد الوقائع، وطول الإجراءات، والفترة الطويلة التي قضاها سارة في الاحتجاز. ويؤكد الحكم على أهمية الحذر الشديد من جانب الدولة في توجيه اتهامات خطيرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بحرية الشخص ومحاكمة قد تنتهي بالسجن مدى الحياة."