توافد صباح اليوم المئات من أبناء قرية صفورية المهجّرة إلى أراضي قريتهم الواقعة شمالي البلاد، ضمن حملة الزيارات الفردية التي انطلقت هذا العام ردًا على إلغاء مسيرة العودة التقليدية. وتأتي هذه الزيارة في إطار إحياء ذكرى النكبة تزامنا مع احتفال اسرائيل باستقلالها، إذ شهدت أيضًا عشرات القرى المهجّرة الأخرى زيارات مشابهة.
إلا أن الشرطة الإسرائيلية سارعت إلى التواجد في الموقع، وحاولت عرقلة الجولة والتشويش على المشاركين، كما أوقفت الباحث والمؤرخ خالد عوض، مدعية أن الفعالية تشكل "مظاهرة غير قانونية". وأثارت هذه الخطوة استهجان المشاركين، خصوصًا أن الحدث لم يكن سوى جولة ميدانية سلمية في أراضٍ مفتوحة تعود لأهالي القرية.
من بين المشاركين في الجولة، كان رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، الذي اتهم الشرطة بتنفيذ سياسات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، قائلاً: "هذه الممارسات لن تثنينا عن زيارة قرانا المهجّرة، وسنواصل إحياء ذاكرتنا الجماعية رغم التضييقات".
ولفت النظر موقف سيدة يهودية كانت في المكان برفقة أطفالها، حيث عبّرت لعناصر الشرطة عن استغرابها الشديد من تدخلهم، متسائلة: "لماذا تلاحقون أناسًا يزورون أرضًا مفتوحة؟ هذا غير معقول".
ورغم محاولات الشرطة للتضييق والملاحقة، استمرت الزيارات إلى أراضي صفورية، في تأكيد على تمسّك المهجّرين بحق العودة إلى قراهم المهجّرة ورفضهم لممارسات الطمس والتغريب.